إن الدعم المادي السخي والتوجيه السديد من ولاة الأمر وحرص المسؤولين قوة هائلة دفعت بالمرأة السعودية للمشاركة في رفعة الوطن، وإننا لنلمس القفزة السريعة في تعليم الفتاة حين نعلم أنه وفي عمر زمني قصير..
.. بمقياس حضارات الأمم تحتفل جامعة الجوف بتخريج طالباتها في جميع التخصصات العلمية.
وكلية التربية بجامعة الجوف هذا العام لبست حلة فرح مميزة حيث تحتفل بتخريج باكورة خريجات قسم رياض الأطفال وقسم التربية الخاصة وهن أجيال جديدة من المعلمات الوطنيات، فما أسعدنا ونحن نرى اليوم جهود الدولة الحثيثة تؤتي ثمارها، إذ ها هي مسيرة الأجيال الجديدة من المعلمات الوطنيات تأخذ مكانها عاما بعد عام لملء شواغر المراكز في التعليم العام علميا وإداريا ما بين معلمة وموجهة في معظم مدارس مملكتنا الحبيبة.
إن كلية التربية للبنات منذ نشأتها وهي تحمل على عاتقها رسالة عظيمة وتؤدي مسؤوليات مهمة، كيف لا ومخرجاتها مرتبطة بآمال وتطلعات المجتمع نحو التقدم والرقي، فكل نجاح وراءه بتوفيق من الله معلمة مربية, وكانت كلية التربية وما زالت هي الصرح الشامخ الذي انطلقت منه شعلة التعليم الجامعي للفتاة منذ تأسست، وها نحن اليوم نرعى تخريج باقة من زهراتنا اليانعات من جميع كليات جامعة الجوف ونراهن وهن يرتقين السلم بخطوات واثقة.
ولابد أن نتوج الجهد بالشكر ونرد الفضل لأهله فشكراً صادقاً من الأعماق لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله، وبفضل الجهود التي بذلت من قبل معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري على دعمه لجامعة الجوف وكلياتها المتنوعة ومعالي مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري على جهوده البارزة ومتابعته الحثيثة لكافة شؤون الجامعة والوقوف على تقدمها العلمي تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة أيدها لله وزادها عزا وتمكينا تحقق النجاح.
ابنتي الخريجة .. مرت الأيام والسنون سريعا وحان وقت قطف ثمار الجهد وسهر الليالي لتبدئي مرحلة جديدة في حياتك العملية وتحوزين شرف خدمة الوطن, فمهنة التعليم من أشرف المهن وأجلها فهي مهنة الأنبياء والرسل، وعليك بتقوى الله في السر والعلن والإخلاص في القول والعمل لتظل الشعلة متوهجة يذكيها عزمك وإيمانك فأنت اليوم تحملين رسالة سامية تتجلى في العطاء للوطن الحبيب وذلك بالمشاركة بعلمك في مسيرة رفعته لنظل في مقدمة الركب بفكرنا المتميز الأصيل.
نحن في كلية التربية بجامعة الجوف فخورون بكن مثلما أنتن وأولياءُ أموركِن فخورون بإنجازكِن، نحن فخورون بكن لأن الوطن سيقطف ثمار ما أنفقه عليكن وأعطاكن طوال سنين الدراسة، نحن فخورون بكن لأنكن ستتخذن مواقعكن في الميدان وأنتن تحملن شهادة كلية التربية بجامعة الجوف لتساهمن في بناء الوطن ورفعته ووحدته، وأذكركن بمتابعة العمل المثمر والجاد مع التمسك بعقيدتنا الإسلامية وهويتنا الوطنية العربية والافتخار بانتمائنا وولائنا لقيادتنا ووطننا «المملكة العربية السعودية» وإظهار شعائر الدين والتمسك بقيمه ومبادئه السامية التي بنيت عليها ركائز وطننا الغالي.
وفي الختام أجدد الشكر من الأعماق للجهود المبذولة، وخالص التهاني والتبريكات لكل خريجات هذا العام بإذن الله، وأسال الله عز وجل أن يبارك لنا في ما علمنا ويجعله شهادة لنا لا علينا.
- وكيلة كلية التربية للبنات- أستاذ مساعد بقسم الأحياء