تمثل مؤسسات البحث العلمي أهمية كبرى للنهوض بكافة قطاعات الدولة لأنها تساهم في حل مشكلات المجتمع, وأحياناً المشكلات السياسية والاقتصادية، كما تقدم الآراء والأفكار التي تسهم في التنمية والتطوير والتصدي للعقبات والمشكلات.
وعلى الرغم من أهمية مراكز البحوث والقناعة بدورها إلا أنه من الملاحظ ندرتها, ثم ندرة الجيد منها الذي له إنتاج نعده مسهماً في دراسة الأوضاع المختلفة للمجتمع سواء كان ذلك في الجانب السياسي أو الاقتصادي. عند تقويم الإنتاج وقياسه في مقابل المبالغ التي تصرف عليها نجد أن هذا الناتج أقل بكثير مما دفع عليه، وكأنما تحول جانب من جوانب البحث إلى تجارة هدفها الكسب المادي دون تقديم المادة العلمية التي تسهم بفعالية في إلقاء الضوء على مشكلة بعينها أو طرح أفكار حول مشروع معين أو إجراء دراسة ميدانية وفق منهج علمي دقيق.
إننا نحتاج في المملكة العربية السعودية إلى تفعيل دور المراكز البحثية وفق إستراتيجية تركز على أهمية الناتج وقدرته على الإسهام منه على المعالجة وتقديم الحلول.
إننا نلاحظ كثيراً وجود نقد على قضايا البحث العلمي ودعمه, لكن نحتاج إلى ما يبرهن على أن القائم حالياً من بحث في المراكز الموجودة فيه على أسس علمية وأيضاً يتناسب مع ما دفع معه من مال.
في الختام: إننا نحتاج إلى ترسيخ أهمية البحث العلمي القائم على أسس دقيقة وفق منهجية واضحة تلبي احتياجات المجتمع ويكون عوناً للدولة في الكشف عن السلبيات ويكون عوناً لها في تحديد سياسات نحو قضايا إقليمية أو دولية, ولا شك أن في الفترة الراهنة فإن الجامعات يجب أن تكون هي المحور في قضية البحث لأسبقيتها في هذا المجال, ولوجود أعضاء هيئة التدريس فيها المهيئين للبحث والذين يفترض أنهم يقومون أنفسهم بتقديم بحوث والإشراف على بحوث.