|
جازان - جبران المالكي:
أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الداير ومراكزها بعد ظهر أمس الاثنين إلى شلل تام للحركة في نواحي المحافظة ومراكزها نتيجة انعدام البنية التحتية وتعثر المشاريع المنفذة بسبب قلة الإشراف عليها وترك الشركات تعمل كيفما اتفق .
الآلاف من المواطنين احتجزتهم السيول خلف المزلقانات في مشهد يتكرر سنويا ولم يحرك أحد ساكنا تجاهه رغم مطالباتهم المستمرة باستبدالها بجسور لتخفيف المعاناة عنهم .
والطرقات الجبلية جرفتها السيول وانقطع الكثير منها بسبب الانهيارات الصخرية ووصل العديد من سكان جبال عثوان إلى منازلهم سيرا على الأقدام فيما اضطر البعض إلى المبيت بالشقق المفروشة بالداير .
معاناة السكان مع الأمطار والسيول والانهيارات على الطرقات الجبلية أزلية لم تجدِ المسكنات التي تقوم بها بعض الجهات فكثير من تلك المسكنات لم تجدِ نفعا والشواهد كثيرة ولعل طريق عثوان آل سعيد خير دليل على ذلك إذ تم تنفيذ الجزء الأول منه قبل سنوات داخل أحد الأودية باقتطاع جزء من الوادي ليراد له أن يكون طريقا مع أن الأعمى قد يرى فشل ذلك إلا أنه أريد له أن كذلك ليخدم آلاف السكان ومئات القرى وعشرات المدارس والإدارات الحكومية وترك بدون حماية من السيول فتحول إلى مجرى للسيل وجرفت السيول أجزاء منه وامتلأت العبارات بالمياه وأصبح منسوب التربة يوازي الطريق فتحول الطريق إلى واد ثان يهدد حياة السكان وترك تداهمه السيول ويمتلئ بالصخور ولا يجد من يقوم بصيانته إلا من خلال بعض المحسنين الذين يصعب عليهم حال السكان .
وجاء استكمال الطريق الجبلي الذي كان محددا له 30 شهرا لتنفيذه لتوشك الآن60 شهرا على النفاذ ولازالت الأمور تراوح في مكانها بعد أن عبثت الشركة المنفذة بممتلكات المواطنين ودمرت المدرجات الزراعية الجبلية وعلقت منازل العديد منهم الذين فقدوا منازلهم وحرموا من أي بدائل بسكن أو تعويض على الرغم من مطالباتهم التي تتوقف عند لجان بدائية تكتفي بتوقيع محاضر لا طائل من ورائها.
وطريق عثوان ما هو إلا دليل واحد فمشاريع طريق آل يحي وآل زيدان والعزة والصلالة وخاشر وغيرها لا تختلف عنه .
السكان أصيبوا باليأس والإحباط وتمنوا لو بقيت لهم طرقهم الأولى مع مزارعهم وحيازاتهم فالأمر الذي جعلهم يصبرون على ظلم الشركات ليس سوى الأمل في غد مشرق بطرق حديثة يبدو أنه سيطول أو بالأصح لن يأتي .
السكان ناشدوا هيئة مكافحة الفساد الوقوف على مشاريعهم في عثوان آل سعيد وآل قطيل وخاشر وآل يحي وتعثرها ومتابعة الأضرار الناتجة عنها كما طالبوا بلجان عليا تشرف على احتياجات المحافظة ومراكزها وترسية المشاريع على شركات قادرة على التنفيذ بدلا من الوضع الحالي فالسكان يرون أن المشروع الوحيد الذي تم تنفيذه وانتهى العمل منه كان قبل ربع قرن وهو طريق الداير صبيا .