أوضح معالي مدير جامعة تبوك الدكتــور عبدالعزيز بن سعود العنزي أن ذكرى البيعة الثامنة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله تجسد في هذا اليوم لحظة تأمل ونظر عميق لمشهد الإنجازات الكبيرة التي تحققت على يديه يحفظه الله على كافة المستويات محلياً وإقليمياً وعالمياً، فهو يومٌ نقف فيه على مشارف مرحلةٍ تاريخيةٍ تتواصل معطياتها وتمتد من الماضي وعبر الحاضر إلى المستقبل لترسم صورة هذا التراكم للإنجازات التي صاغها قائدٌ فذ لم يهدأ باله إلا بتحقيق أقصى ما يمكن من أجل خير وأمن واستقرار هذا الوطن الذي يعد رئةً للعالم العربي والإسلامي بل والعالم أجمع، وذلك بحكمته وثبات مواقفه وعنايته الفائقة بالمواطنين حتى أصبح من أكثر القادة في العالم تأثيراً بالإضافة إلى اهتمامه بالمرأة ومشاركتها التنموية بالإنسان ودوره الثقافي والمعرفي المتزن ورعايته للاستراتيجيـــات الوطنية للخدمات الاجتماعية ومشروعات الشباب وتطوير المرافق الخدمية وغيرها، وقد أصبح هذا العهد نبعاً لكل من أراد أن ينهل من صور التحول والتطوّر الكبير الذي شهدته البلاد وكان في كافة أبعاده يختصر الزمن ويعكس رؤيةً متفردة لقائدٍ تفرّد في حب شعبه وأدرك بتوجيهاته أن على الجميع أن يستثمر ما حوله من طاقات ويستغل فرصة التقـــدم الحضاري والعالمي ليكون في سياقه مشاركاً فاعلاً.

وأضاف معاليه: ولعل المتأمل للوحة الإنجازات التي حققها التعليم العالي في هذا العهد يدرك أن تخصيص مليارات الريالات لدعم هذا القطاع وتطويره قد جعل المملكة من أعلى دول العالم في الإنفاق عليه سعياً لاستثمار ذلك في التنمية ومواجهة التحديات المعرفية والحضارية ليكون عبر الجامعات التي انتشرت بشكل ملفتٍ للنظر ومثيرٍ للإعجاب وأصبحت سمة من سمات هذه البلاد، وما مشروع إنشاء جامعة الملك عبدالله ودعمه لبرنامج الابتعاث وتدشينه لمشاريع المدن الجامعية في مناطق المملكة واهتمامه ببرامج التعليم العالي كافة إلا دليلٌ أكيد على ذلك التوجه النابع من تلك الرؤية والحرص الذي تتمتع به هذه الشخصية إلى جانب تمتعها بمزايا عديدة جعلت من هذا البلد بلد رخاء واستقرار وتأثيرٍ عميق في الواقع السياسي ونشر ثقافة الحوار والسلام والتواصل المعرفي والحضاري بين الأمم والشعوب، وكان ذلك عبر منجزات عديدة يمثلها إنشاء العديد من المدن الاقتصادية والمراكز المعرفية كإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقـــة البديلة وحرصه عبر كل هذا على فتح آفاق المستقبل لدفع المملكة إلى مستوى الإنتاج وإخراجها من إطار الاستهلاك في مواردها الطبيعية في خطواتٍ تجمع بين الجانب المعرفي والتطبيقي الذي اعتمدت عليه هذه الرؤية في كل مجالات الحياة في بلادنا.

وحول أهم المنجزات التي حققتها جامعة تبوك أكد معاليه أن هذه الجامعة وفي إطار هذا الاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين وما توليه وزارة التعليم العالي من حرص ومتابعة قد حققت عدداً من المنجزات عبر خطوات عديدة كانت في توسعها في فتح الكليات والتخصصات المختلفة لتصل إلى بالإضافة إلى إنشائها لعددٍ من الفروع في كافة محافظات المنطقة للطلاب والطالبات واستمرارها في عقد الشراكات العالمية لتترجم توجه عام لدى القيادة لتوسيع نطاق اســـتثمار الطاقات والاستفادة من الخبرات دعماً لكوادرها وسعياً إلى تأهيل شباب من أبناء الوطن يكون قادراً على المشاركة في التنمية، وكذلك حرصها على توسيع إطار برنامج الدراسات العليا وبرامج الانتساب واهتمامها بإنشاء المراكز العلمية كمعمل النانو تكنولوجي ومركز شبكات الاستشعار والأنظمة الخلوية وغيرها من المراكز، كذلك احتضانها لكرسي الأمير فهد بن سلطان للكشف المبكر عن الأمراض وكرسي الأمير فهد بن سلطان دراسة قضايا الشباب وتنميتهم، وأيضا اهتمامها بمجال التنمية البشرية للطلاب والطالبات ودعم المواهب والإبداعات ومشاركتها الفاعلـــــة في المؤتمرات العلمية وحصولها على عددٍ من المراكز المتقدمة، وتبلغ عدد كليات الجامعة اثنتى عشرة كلية تضم العديد من التخصصات المختلفة وتتسع لخمسة وعشرين ألف طالب وطالبة وقد شهدت الجامعة من إنشائها وحتى الآن تخريج ما يزيد عن خمسة عشر ألف طالب وطالبة في مراحل الدبلوم والبكالوريوس والماجستير، وحول مشروع المدينة الجامعية الذي انطلق في هذا العهد الزاهر أفاد معاليه بأن الإنجاز يسير وفق ما خُطط له، حيث دشن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله مشروعات مباني كليتي الطب والعلوم الطبية التطبيقية بتكلفة إجمالية بلغت 466 مليون ريال، ووضعه حجر الأساس لمشروع مبنى الإدارة ومبنى الإسكان والمستشفى الجامعي، وتأتي هذه الإنجازات في ظل الدعم المستمر من قيادة وحكومة خادم الحرمين الشريفين للتعليم العالي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، واختتم معاليه: أسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، -آمين-.