سليمان بن محمد بن حماد الصائغ رمز من رموز الكرم في منطقة حائل، لا يهنأ حتى يقوم بواجب الضيافة على أكمل وجه، يحمل هم حق الضيف ولا سيما إن كان من خارج حائل، وذات مرّة قدم إلى الغرفة التجارية وفدٌ زائرٌ ولما رأى الحاجة داعية لإكرامهم بنى لهم في فترة وجيزة وحدات سكنية مصغَّرة تناسب وضعهم وأمَّن ما يلزم لها، وقام بإكرامهم بالكرم المعهود عنه فهو يسري في دمه منذ صغره حتى عجز وأقعده المرض، كان - رحمه الله- سهل المعشر ليِّن الجانب لا يتكلَّف في قوله وتعامله مع الآخرين، وهو من الذين تبنوا المساهمة في تخفيض تكاليف الزواج قدر الإمكان من خلال تجسيد هذا الأمر في بيته، لم يبحث عن الشهرة والصيت ولكن من اتصف بالكرم لا بد أن يفوح عبق كرمه وجميل أفعاله، فصار محبوباً مقدَّراً من مجتمعه.

ولا ننسى فضل زوجته وأم أولاده البارَّة أم يوسف - حفظها الله- التي تحمَّلت معه أعباء الحياة ومسؤولية القيام بالحقوق التي جعلها على نفسه، حيث كانت بيوته العامرة التي تنقَّل بينها لا تهدأ من استقبال الضيوف وتجهيز الولائم تكريماً لهم، وحرص - رحمه الله- على ما يبقى له بعد الموت فبنى جامعاً من الجوامع المعروفة بحي البادية وقد تولى إمامته آنذاك الشيخ مسفر الدخيل وافتتح عام 1398هـ وله إسهامات خيرية كثيرة على مستوى الأفراد والجماعات في المناسبات الخاصة والعامة لا ينكرها أحد من العارفين والمحبين. رحم الله والدنا وعميد أسرتنا سليمان بن محمد الحماد الصائغ وأفسح له في قبره وآنس وحشته وغفر ذنبه وتجاوز عنه وبارك في عقبه وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .