|
حوار - إبراهيم بكري:
مثل صبيا في الغواني ماتشوف
ناشرات الفل والنقش اليماني في الكفوف
والعيون الدعج من تحت المقالم فيها خوف
خوف يسبي الناظرين يبعث الحب الدفين
آه آه يا معين..
في الوقت الذي كان يتغنى فنان العرب محمد عبده بمفاتن «صبيا» هكذا وهو يردد مثل صبيا في الغواني ما تشوف... ما تشوف...كانت صرخات طفل تعطر حارة «البواصهة» في تلك الأزقة الضيقة بالحي القديم في صبيا المحافظة وجازان المنطقة كان الناس في الأرض يعيشون بصفاء وروحانية رمضان الشهر الكريم, وفي السماء القمر اكتمل بدراً وفي منزل لاعب نادي الأمجاد والمدرب الوطني الحالي توفيق عسيري صرخات طفله البكر «عبدالفتاح» في 16 رمضان 1414هـ كانت تعلن ميلاد نجم في عالم المستديرة.
عبدالفتاح توفيق عسيري 19 سنة اللاعب الأبرز في نادي الاتحاد بالمرحلة الحالية قبل أن يرتدي شعار العميد الأصفر والأسود كان قريباً من ارتداء شعار نادي الأهلي مرتين بسبب ولادته في أسرة أهلاوية وكان أيضاً يحلم بارتداء شعار الهلال مرتين في الأولى بسبب عشقه لمحمد الشلهوب وفي الثانية تلبية لوصية سامي الجابر!!
ماذا حدث؟ الأهلي يرفض تسجيله مرتين والهلال يتكبر عليه مرتين ويرفض تسجيله أيضاً!!
حينها كل أحلام النجم «عبدالفتاح» تحطمت بسبب عيون خضراء أهلاوية لا ترى المستقبل وأخرى عيون زرقاء هلالية لا تقدر من يحلم بارتداء شعارها!!
أين الخلل؟.. ما هذا؟... ما الذي يحدث في الفئات السنية أشخاص يحطمون «المواهب».. أي أكاديمية نتغنى بها ونحن لا نعرف قيمة «الموهبة» كاد الأهلي والهلال معاً يقتلان موهبة سعودية اسمها «عبدالفتاح» لولا عناية الله ثم وعي والده المدرب الوطني توفيق عسيري وإيمانه الشديد بموهبة ابنه كنا اليوم لا ندرك هذا النجم الشاب!!
«الجزيرة» تكشف أسراراً لأول مرة بأدق التفاصيل في لقاء مع والد نجم نادي الاتحاد عبدالفتاح عسيري.. تفاصيل سوف تهز عرش أندية تجاهلت هذه الموهبة.
«قهوجي» يداعب الكرة بحواري صبيا!!
يصف المدرب الوطني توفيق عسيري في حديثه الخاص لـ»الجزيرة» طفولة ولده «عبدالفتاح» قائلاً: ولد في أسرة أهلاوية تعشق كرة القدم فأشرقت موهبة «عبدالفتاح» مبكراً فكان اسمه بين الأطفال خالد قهوجي.. الأسرة الأهلاوية أرضعت ابنها عشق الأهلي فترعرع في منزل يسكنه اللونان الأخضر والأبيض فقط.. الطفل عبدالفتاح لا يحب أن يلعب كرة القدم إلا بقميص أهلاوي رقم 10 مثل قدوته في تلك المرحلة النجم الأهلاوي خالد قهوجي... كان يرفض اللعب مع الأطفال فيحرص على الذهاب مع والده إلى نادي الأمجاد لكي يلعب مع الكبار... كان حلم الطفل وحلم الأسرة أيضاً أن يرتدي «عبدالفتاح» شعار الأهلي.
أكاديمية الأهلي تصقل الموهبة!!
يروي المدرب الوطني توفيق عسيري ما حدث في أكاديمية الأهلي لـ»الجزيرة» قائلاً: كان إلحاح الطفل «عبدالفتاح» يوماً بعد يوم يزداد لكي يرتدي شعار الأهلي، وعندما بلغ سنه 12 عاما كانت إجازة الصيف بدأت فسافرت به إلى جدة من أجل تسجيله في أكاديمية الأهلي، وبعد اختبارات بدنية ومهارية لمئات الأطفال تم الموافقة على تسجيل «عبدالفتاح»، كان ولدي طيلة 3 أشهر يذهب إلى الأهلي ليتدرب في الأكاديمية لكن بسبب صغر سنه وبدء الدراسة عدنا إلى صبيا وكان حينها «عبدالفتاح» يشعر بالألم بأنه لن يركل كرة القدم في النادي الأهلي.
«الهلال» أرجع إلى جازان يا عبدالفتاح!!
ويؤكد توفيق عسيري أنه عندما أصبح عمر ابنه عبدالفتاح 12 سنة أصبح قدوته في الملاعب نجم الهلال محمد الشلهوب وكأن شيئاً أزرق هلالياً يهز عرش الأسرة الأهلاوية بسبب عشق الابن... وسط عشق «عبدالفتاح» لنجم الهلال محمد الشلهوب كان حلم آخر يراوده هو أن يرتدي شعار «الهلال» من أجل «الشلهوب» حسب وصف والده بأن اتصال فهد العشيوي المشرف في الفئات السنية بالهلال من أجل تسجيل «عبدالفتاح» لاعباً هلالياً كان خبراً مفرحاً لابنه «عبدالفتاح» خاصة بعد تميزه في منتخب البراعم المدرسية في تلك المرحلة.
ويضيف توفيق عسيري حول تجربة ابنه في الهلال قائلاً: في بداية الأمر كان تعاطي الهلال مع موهبة ابنه بشكل مثالي فلقد تكفل النادي بتذاكر سفر من جازان إلى الرياض وسكن في فندق ولمدة 3 أيام كان «عبدالفتاح» يتدرب يومياً في الهلال وهو يشعر بالسعادة لارتداء شعار فريق كبير يضم في جنباته قدوته محمد الشلهوب فجأة يتغير أسلوب المعاملة المثالية بدون أي أسباب نتلقى اتصالاً بأن تجربة «عبدالفتاح» في الهلال انتهت ويجب العودة إلى جازان ونحن في الهلال سوف نتصل عليكم لو نريده!
يصف الأب حالة الألم التي شعر بها ابنه «عبد الفتاح» بسبب رفض نادي الهلال تسجيله بأنها كادت أن تحطم ابنه كروياً فالطفل الصغير لم يتوقع أن الهلال يرفض تسجيله.. بصوت يحمل في طياته الألم يصف الأب حملهما للحقائب من غرفة الفندق إلى المطار والعودة إلى جازان وابنه الطفل «الموهوب» يسأل ببراءة لماذا رفض الهلال تسجيلي؟!
يقول الأب رغم أنني أهلاوي لكن بسبب رغبة ابني في تلك المرحلة بارتداء شعار الهلال كنت موافقا أن أسجله لاعباً هلالياً بالمجان لكي يجد بيئة رياضية مناسبة تحتضن موهبته لكن للأسف حطم الهلال أحلام طفل لأسباب مجهولة!
«الأهلي» يرفض تسجيله بسبب مدربه الفرنسي!!
بصوت يملؤه الألم كان الأب يصف رفض الأهلي تسجيل ابنه قائلاً: بعد ثلاث سنوات بلغ سن عبدالفتاح 15 سنة تلقيت اتصالا من شخص له علاقة بالأهلي وكان يشاهد موهبة عبدالفتاح في الأكاديمية وقال يجب أن يعود ابنك للأهلي مع ضرورة استخراج بطاقة أحوال وجواز سفر لكي يسافر في المعسكر القادم، جهزنا كل ما يريده الأهلي والفرحة تسكن قلبي بأن ولدي سوف يرتدي شعار النادي الذي أعشقه، سافرنا إلى جدة وقرار غريب من فرنسي الجنسية مدرب ناشئي الأهلي يرفض تسجيل «عبدالفتاح» بحجة أنه لا يريد أي لاعب جديد، يريد فقط اللاعبين الذين شاركوا في معسكر تونس السابق...
حملنا حقائبنا وعدنا إلى جازان مرة أخرى وابني عبدالفتاح يشعر بالألم بسبب رفض الأهلي تسجيله كما رفض الهلال من قبله!!
عيون فيصل المدخلي تخطفه لحطين!!
وكشف المدرب الوطني توفيق عسيري أن العيون التي يمتلكها فيصل المدخلي رئيس حطين تفتقدها الأهلي والهلال معاً فعيون فيصل مدخلي تعرف «الموهبة» فطلب مني تسجيل ولدي في ناشئي حطين وكان حينها الفريق في الدوري الممتاز وقال بالحرف الواحد من رفض تسجيل ولدك سوف يركضون خلفه لكن هذه المرة ليس بالمجان بل بالملايين!
عبدالفتاح عسيري يسكن صبيا ومقر نادي حطين في صامطة يبعد مسافة أكثر من 100 كلم من بيته لكن الطفل الموهوب قال لوالده أريد أن أسجل في حطين فقط من أجل أن ألعب ضد الهلال والأهلي لأنهما جرحاني برفضهما تسجيلي وأريد في المستطيل الأخضر أن أكشف أن الناديين كانا على خطأ.
«عبدالفتاح» يهزم الأهلي وينتصر لنفسه!!
يواصل توفيق عسيري سرد القصة قائلاً: أول مباراة يلعبها عبدالفتاح عسيري مع فريقه حطين أمام ناشئي الأهلي في ملعب حطين بصامطة شيء غريب يحدث في الملعب يأخذ عبدالفتاح الكرة من وسط الملعب ويتلاعب بالفريق الأهلاوي ويسجل الهدف الأول، لم يكتفِ بذلك فسجل الهدف الثاني وخسر الأهلي المباراة وكسب «عبدالفتاح» الرهان.
بعد أسبوع يستعين فريق شباب حطين بنجم فريقه في الناشئين «عبدالفتاح» مباراة في ملعب نادي الأهلي في جدة لا جديد مرة أخرى ينتصر حطين بقيادة نجمه، سجل هدفا جميلا تصويبة من نصف الملعب بعد المباراة.. رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد يذهب إلى «عبدالفتاح» يقول له نريدك أهلاوياً فكان الرد صدمة للرئيس.. أنا أهلاوي وحضرت إلى الأهلي ورفضتم تسجيلي!!
حسب وصف والد عبدالفتاح لـ«الجزيرة» أن رئيس الأهلي وجه بالتحقيق وأصدر قراراً بإعفاء كل متسبب في عدم التوقيع مع هذا النجم الشاب الذي كان يحلم بشعار الراقي.
وصية سامي الجابر تضمه للمنتخب!!
في حديث الأب يقول أعجز أن أشكر النجم الكبير سامي الجابر على دعمه لابني عبدالفتاح عسيري وأن كل حرف في «وصيته» توجيهات يطبقها ابني واستفاد منها كثيراً في مسيرته الرياضية، وبعد فضل الله كان سامي الجابر سبب انضمامه للمنتخب السعودي للشباب.
تفاصيل القصة يرويها المدرب الوطني توفيق عسيري قائلاً: في مباراة جمعت فريق الهلال للشباب بنادي حطين في ملعب نادي الهلال، وكان «عبدالفتاح» نجم المباراة وبعد نهايتها النجم الكبير سامي الجابر يذهب إلى «عبدالفتاح»، ويقول له أنت نجم ينتظرك مستقبل كبير، ولم يبخل الأسطورة سامي في نصائحه للنجم الشاب واستغرب سامي حينها بعدم ضمه للمنتخب، وقال له سوف أبذل ما أستطيع من أجل ضمك وفعلاً بعد لقاء سامي تم ضمه للمنتخب السعودي للشباب المشارك في المغرب بالبطولة العربية وحصل على أفضل لاعب عربي شاب وهداف البطولة.
الهلال يرفض وصية سامي الجابر!!
وحرص سامي الجابر على ضم اللاعب عبدالفتاح للهلال واستغرب تجاهله عندما حضر للنادي في وقت سابق وتولى الجابر هذا الملف ونسق مع شخصية بارزة في النادي لكن في لقاء الأمير بندر بن محمد مع النجم عبدالفتاح لم تكن هناك جدية في ضمه رغم وجود الرغبة من النجم الشاب بسبب الدعم المعنوي الكبير الذي حظي به من سامي الجابر وللمرة الثانية الهلال يتجاهل هذا النجم بلغة تكشف هناك خلل ما يجب الاعتراف به!!
الداهية فيصل مدخلي يجني ملايين الاتحاد!!
أجزم أنه ليس في الأندية السعودية شخص يقرأ مستقبل أي نجم كما يقرأ فيصل آل مدخلي رئيس حطين ذلك في أقل من سنتين بعد انضمام عبدالفتاح عسيري لنادي حطين يسوقه الداهية فيصل مدخلي لتتصارع عليه الأندية بالملايين، والملفت في الأمر أن الأندية التي رفضت تسجيله ببلاش دخلت في المفاوضات لكن موقف الهلال والأهلي السابقين تركا الأثر في نفس «عبدالفتاح» فغيّر كل أحلام طفولته، وأصبح يعشق نادي الاتحاد من أجل حبه للأسطورة محمد نور، وبسبب ذلك حرص أن ينتقل للعميد وفي تاريخ 17 أغسطس 2011م نادي الاتحاد يشتري عبدالفتاح عسيري بصفقة بلغت مليونين ونصف المليون ريال كان نصيب اللاعب منها فقط 800 ألف ريال في عقد يمتد لـ5 سنوات.
الأب لـ(الجزيرة): ولدي مظلوم في عقده ويجب إنصافه!!
لم يخفِ الأب المدرب الوطني توفيق عسيري لـ(الجزيرة) شعوره بأن ابنه «مظلوم» في عقده الأول، حيث إنه يتقاضى على كل سنة 160 ألف ريال، فقط، مبيناً أن ولده اليوم لاعب المنتخب السعودي الأول ويقدم مستويات مميزة مع نادي الاتحاد ولقد ضحى ولدي بمستقبله الدراسي من أجل كرة القدم والاحتراف، لكن بصراحة مبلغ مثل هذا الذي يتقاضاه يجعلني أشعر بالخوف والقلق ولا أخفي سراً بأن «عبدالفتاح» يشعر براحة نفسية كبيرة في نادي الاتحاد في ظل دعم إدارة النادي واللاعبين له، وأتمنى من إدارة النادي تعويضه بتوقيع عقد جديد، فهل يعقل أن الأندية توقع بالملايين وولدي لا يتقاضى إلا مبلغاً زهيداً جداً، وإذا أرادت إدارة الاتحاد أن تضمن استمرار «عبدالفتاح» بعد نهاية عقده عليها تعويضه حالياً لأن الوفاء بالوفاء يذكر... وأنا أتكلم بلغة الأب أريد أن أضمن مستقبل ولدي، فقد ضحى بدراسته فهل تدرك إدارة الاتحاد ذلك.
«عبدالفتاح» بدون وكيل أعمال!!
تعرض عبدالفتاح عسيري قبل أن يبلغ السن القانونية للاحتراف إلى ابتزاز من وكيل أعمال شهير «تحتفظ الجزيرة باسمه» لقد وقع عقداً مع اللاعب رغم صغر سنه وعندما علم والده بهذا التلاعب هدد وكيل الأعمال بمقاضاته إلا أن الصلح واعتراف المذنب بالخطأ أقفل ملف القضية!! ينتهي عقد عبدالفتاح عسيري في 16 أغسطس 2016م، وبسبب ذلك يدرس حالياً أكثر من عرض من وكلاء أعمال لاعبين فهل تتدارك إدارة الاتحاد معاناة نجمها المالية وتوقع له عقداً يتناسب مع موهبته أم أن هذا النجم يرحل إلى ناد آخر في ظل عصر الاحتراف... رغبة اللاعب الحالية هي الاستمرار في الاتحاد لكن والده أعلنها بصريح العبارة لـ(الجزيرة) نحن في عصر الاحتراف وإذا ترغب إدارة الاتحاد استمرار ولده عليها بتعويضه مادياً وإلا سيرتدي شعار أي ناد آخر بعد نهاية عقده؟!!