|
أبها - عبد الله الهاجري:
في أكثر من شارع بمدينة أبها يستفزك منظر عدد من العمالة السائبة وخصوصا في فترة ما بعد الظهيرة، وهم يتقافزون على سيارة المواطنين الراغبين في خدماتهم، ويتنافسون فيما بينهم لتقديم الأسعار المخفضة، بل يصل الأمر إلى أن يقوم بعضهم بالركوب فوراً في السيارة دون معرفة لنوع العمل أو السعر، فالمهم أن يعمل وأما الفلوس فستأتي لاحقاً.
في الجانب الآخر.. يخرج المواطن عن الدور الوطني له، فيذهب إليهم دون معرفة مهنيتهم في العمل، أو نظامية إقامتهم، فما يهمه أن يجد هذا العامل أو ذاك بأقل الأسعار.
«الجزيرة» اقتربت أكثر من هذه الفئة، حيث ذهبت إليهم في شارع تجمعهم في حي المنسك بأبها. وحين توقفت بينهم تجمع عندي أكثر من 10 عُمال، معللاً بحاجتي لبعضهم للعمل لدي، سألت إن كان بينهم سباك، فأكدوا لي معرفتهم بالسباكة، ثم طلبت دهاناً، وبنفس الصيغة جميعهم متقنون لهذه المهنة، وعددت لهم أكثر من مهنة، وكانوا ردهم واحد «نعم.. نعرف»!
اضطررت لإركاب اثنين منهم رغم عدم حاجتي لهما بالفعل، وكان هدفي منهم طرح الأسئلة عليهم فعرفت بأنهم يعملون عُمال نظافة في عدد من الأجهزة الحكومية، يحاولون إنهاء عملهم في الواحدة ظهراً، ليتواجدوا بعدها في هذا الموقع، حيث المكسب المادي لهم هنا وفير، ويبقون في الموقع حتى التاسعة ليلاً تقريباً وعلى حسب الشغل. وعن طبيعة عملهم أكد العمال بأنهم لا يعرفون أي مهنة حقيقية ، لكنهم تعلموا تلك المهن في بيوت الأهالي. وقالوا: من هنا اكتسبنا القليل من الخبرة. وعن أسعارهم في أي عمل؟ أكدوا بأنه حسب نوعية العمل ومظهر صاحب العمل، وقد نتفاوض على السعر كثيراً وبعضهم لا يمانع أبداً في أسعارنا. ويضيف العمال بالقول: أفضل أوقات العمل لدينا التي تصادف وجبة الأكل! لأننا متأكدون بأن السعودي كريم فنخرج مع أي سعودي وقت الوجبة بأي سعر لأننا سنضمن معه «الأكل والعمل، وفوقها مبلغ مالي».
«الجزيرة» لاحظت أن عدد هؤلاء العمال في ازدياد، والأسوأ من ذلك بأن بعض المواطنين يذهبون إليهم مباشرة دون معرفة نظامية بشأن تواجدهم، أو مهنيتهم في العمل.