جازان - أحمد حكمي:

تشكل العقوم الترابية التي يضعها المواطنون حارساً وسداً منيعاً لمزارعهم أحد أهم العوائق التي تواجه رجال الدفاع المدني عند كل مداهمة للسيول وذلك بسبب مساهمة هذه العقوم في تغيير مسار مجرى الوادي الذي تسلكه السيول لتداهم القرى وتهدد الأرواح وتعبث بالممتلكات.

في كل مرة تتكرر الأحداث خاصة في أغلب محافظات منطقة جازان من خلال وجود العقوم الترابية كأحد أهم المؤثرات التي تسهم بشكل كبير في مداهمة السيول للكثير من القرى لعدم وجود آلية فعالة لإدارة استخدامات رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في هذا الجانب ممثلة في لجنة العقوم المشكلة من إمارة المنطقة وأيضا ما يبذله رجال الدفاع المدني.

الجزيرة هنا تضع القارئ على أهم الأسباب التي تواجه الجهات المختصة ومنها الدفاع المدني عند محاولتها إزالة أي عقم ترابي سيسبب كارثة لنجد أن الأعراف القبلية والاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب حيث يعد إزالة العقم من أي أرض مملوكة يعد نوعاً من العار والتعدي من وجهة نظرهم لتصل الأمور إلى حد القتل في كثير من الأحيان من خلال القصص التي يذكرها كبار السن وكانت تحدث قديماً عن تداهم السيول.

وبين للجزيرة المواطن علي بن جدة وهو أحد كبار السن في المنطقة بأن وجود العقم يشكل ضامنا قويا لارتواء الأرض وعندما يعني ذلك أن الأرض لم تأخذ كفايتها وبالتالي لا يبقى الماء فترة طويلة يمكن أن يعتمد عليه في الزراعة.

ويضيف: توارثت الأجيال هذا المعتقد وبالتالي بقي إزالة العقم نوعا من العار عند الكثير حتى وقتنا الحاضر ونتمنى أن يتفهم المواطنون خاصة من الجيل الحالي بأن في إبقاء هذه العقوم يشكل خطراً على القرى والممتلكات. من جانبها دائما ما تحذر المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة جازان من عدم وضع العقوم الترابية التي تؤثر على مسار مجرى الأودية وبين اللواء حسن القفيلي بأن من الكثير لا يتصور حجم الكارثة الذي تخلفه مثل هذه العقوم وقد تأثرت بعض القرى فيما مضى في صبيا وبيش وغيرها من المحافظات بسبب ذلك.

وأوضح القفيلي بأن الأساس في الإزالة هي مصلحة المواطنين ونقدر في الوقت ذاته لملاك الحيازات الزراعية حرصهم ولكن تبقى هناك بعض الإشكاليات عند البعض ونتمنى أن يتغير الوضع بإذن الله.

وأضاف القفيلي بأن هذه من الكثير من الإشكاليات التي يواجهها رجال الدفاع المدني في هذا الجانب وغيره تحظى بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة أولا بأول ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة فيها لحرصه على سلامة المواطنين ودائما ما يوصينا بذلك. يأتي هذا في الوقت الذي تعرّض فيه رجل أمن برتبة عقيد، يعمل بالدفاع المدني بجازان، للطعن على يد مواطن بقرية العالية التابعة لمحافظة صبيا قبل يومين، وذلك أثناء محاولة الدفاع المدني فتح أحد العقوم الذي تسبب في دخول مياه السيول إلى قرية الخضراء والعالية.

ومنع المواطن رجال الدفاع المدني من فتح السد الترابي الذي تسبب في أضرار لمنازل ومدارس داخل القرية.