يقول: «اتصلت بأحد مفسري الأحلام المشهورين، الذي لا يفسِّر رؤيا إلا وتصيب، ويؤمّه كبار القوم والتجار، حتى يقال إنه لا يكاد ينزل من طائرة خاصة لتاجر إلا ويستقل أخرى لوجيه، يُسافر إلى كبار القوم في منتجعاتهم في الخارج، يُفسر أحلامهم.. ودارت بيني وبينه المحادثة الآتية:
المستفسر: سلام عليكم يا شيخ
المفسر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المستفسر: أحبك في الله يا شيخ
المفسر: أحبك الله الذي أحببتني فيه. نعم..
المستفسر: رأيت في المنام - يا شيخ - وكأني أطير وأحلق بين الأرض والسماء، وأطوي الأرض طي السحاب؛ وجميع الكائنات مما خلق الله تحتي، وأنا أعلو عليهم.
المفسر: نعم
المستفسر: فإذا بي بالقبيح الكريه المجرم نتنياهو (حق) إسرائيل يُحلق حذائي، تعرفه يا شيخ؟
المفسر: لا يا أخي لا أعرفه قبحه الله، ولكني أسمع عنه بين الحين والآخر؛ فهو خبيث مخبث مجرم بلا ريب؛ أكمل..
المستفسر: المهم يا شيخ.. قَرُبَ مني هذا الخبيث وأنا على علو شاهق، وقال لي: معد إلا هو يا شيخ العرب، صرت تمخر عباب الفضاء، وكنتم لا تبرحون الفيافي والقفار؛ خير وش جايبك؟
المفسر: نعم؛ أكمل جزاك الله خيراً
المستفسر: قلت له: تهبا وتعقب؛ نحن أهل العلالي، وأهل (الثريا)، ألم تقرأ التاريخ؟.. فنحن الذين قال شاعرنا:
(إذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا)
وقال أيضاً:
(ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماء البحر نملؤه سفينا)
أكيد أنك جاهل، لا تعرف الشعر ولم تسمع عن عظيمنا (عمرو بن كلثوم) الذي خلد التاريخ أشعاره وأقواله؟
المفسر: أكمل جزاك الله خيراً
المستفسر: المهم يا شيخ، وأنا أتغافله - وحنا طايرين في السما - وازرقه ذيك الزرقه، ولين يدي ما خلقت إلا في لغاليغه
المفسر: كفو.. كفو.. بس وش معنى لغاليغ؟ فلم يمر بي قط هذا المصطلح؟
المستفسر: اللغاليغ فيها قولان: قولٌ يصر على أنها فقط اللحم المتهدل من تحت الذقن.. وقولٌ يرى أنها تعني ما برز من البلعوم تحت الذقن يا شيخ.
المفسر: إيه أكمل؟
المستفسر: وأقوم أغوله، ثم أغوله، ثم أغوله.. إلين صارت عيونه تقل طماطا.. وهو يصيح: وين الأمريكان، وين الإنجليز، وينكم تكفون الفزعة.. يبي (الماخوذ) الفكه!
المفسر: نعم، وماذا بعد؟
المستفسر: فجأة.. قمت من النوم وأنا فايحة ريحتي.. وليني قاعد أغول (حرمتي) وهي تصيح: انهبلت، انهبلت.. وجع، ذبحتني!
المفسر: اسمع.. إن صدقت - يا أخ العرب - رؤياك فسوف تنشب بين العرب وإسرائيل حرب ضروس، وسيكون لنا الغلبة على بني إسرائيل إن شاء الله». انتهى.
قلت: سأصدق رؤياك شريطة أن يكون مفسر الأحلام هذا متخرجاً من أكاديمية تفسير الأحلام العتيدة، أما إذا كان لم يتخرج منها فلا قيمة لرؤياك؛ لأنها أتت من غير متخصص؛ إن هي إلا أضغاث أحلام.
إلى اللقاء