محافظة ثادق تعيش هذه الأيام أسعد أيامها، وتلبس أبهى الحلل من أجل الظهور بالمظهر المشرف واللائق.. أثناء تشرفها بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.
فالنشاط والحركة والإصلاحات والتحسينات على قدم وساق، والرجال العاملون يسهرون الليل مع النهار من أجل إنجاز ما كلفوا به من أعمال.. كل في مجال تخصصه.. فالبلدية ورجالها وعلى رأسهم سعادة رئيسها، وكذا معدات البلدية، في استنفار وعمل متواصل من أجل إنهاء ما كلفوا به من أعمال، وكذا عشرات الرجال من أبناء المحافظة، وعلى رأس الجميع سعادة محافظ محافظة ثادق. الجميع يعملون بشكل جماعي وكفريق واحد من أجل إنهاء عمليات تنظيم الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية التي يتطلع إليها أهالي المحافظة منذ زمن؛ إذ كانت آخر زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك في تاريخ 30-3-1392هـ، أي منذ اثنين وأربعين عاماً. إذاً، لا غرابة أن يكون الشوق لا حدود له، وأن تكون الجهود التي تبذل من أجل هذه الزيارة كبيرة وكبيرة؛ لأن القلوب قبل العيون مفتوحة، والجميع يرحب بسموهما الكريمين، ويتطلع لرؤيتهما في المحافظة بين محبيهما.. فالكل يردد قول الشاعر الكبير سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس - يرحمه الله - في قصيدته التي ألقاها بين يدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارة سموه لمحافظة ثادق، التي قال فيها:
تلك أحلى المنى فقبل وعانق
وارشف الراح من ثغور العواتق
واصدحي يا بلابل الأيك نشوى
وخذي نحو ربعها يا أبانق
واسكب اللحن يا حمام ورتل
لبست أجمل المطارف (ثادق)
هزها الشوق فاستحالت طيوباً
فصباها من نفحة الورد عابق
زارها الفضل والنبوغ فأضحت
تتهادى في رائق أو شائق
صافحت كفها المنى أين منها
وامق لفه الزمان بوامق
كلها في فم الزمان تحايا
كلها الشعر أين منه الرقائق
طأطئ الرأس يا غرابة شوقاً
وأحيلي صم الحزون نمارق
وتبجح (بعبيثران) وردد
نغم الشوق والطلوح البواسق
الرؤى حفلاً وكانت سراباً
جاء (سلمان) فاستحالت صوادق
الفتى العبقري والنابه الفذ
ورمز الوفاء ودمث الخلائق
هذه (ثادق) فزرها حبيباً
واحلل الموق والقلوب الخوافق
ذات عهد مع الكفاح قديم
يوم فصل القضاء لحكم (البنادق)
تشهد الراية الخفوق عليها
كلمة الله بين دهم الفيالق
لك منها ذوب القلوب ثناء
ترجمته على اللسان الحقائق
لا شك أن الزيارة الكريمة التي يقوم بها سموهما الكريمان ستكون - بإذن الله - مصدر خير وسعادة لمحافظة ثادق ومواطنيها كافة، ومراكزها المتعددة التي شاركت في هذه المناسبة السعيدة.
إن الجميع عاجزون عن التعبير عن مشاعرهم نحو سموهما الكريمين، التي يكنونها لسموهما.. ولكن ما في القلوب من صدق الولاء والمحبة كفيل بإكمال ما قصر عنه التعبير.
نكرر شكرنا لسموهما الكريمين على هذه الزيارة، ونسأل الله أن يديم عليهما الصحة والسعادة؛ ليواصلا عطاءهما وإنجازاتهما الخيرة التي شملت القاصي والداني.
(*) عضو مجلس منطقة الرياض