|
و علقت مدينتي الجميلة حريملاء عقداً من الغيم زينة على سمائها حتى انعكس على أرضها وشعيبها حفلة خضراء تسر الناظرين فرحاً بمقدم أميرها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز و سمو نائبه تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله ، تلك الزيارة التي تعكس اهتمام الحكومة و حرصها على التنمية والتقدم على كافة الأصعدة ، حريملاء تلك المدينة العريقة التي يعرفها جيدا كل من يقرأ في التاريخ السعودي بكل ما مرت به من أحداث أبرزها دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .
وعن حريملاء تاريخيا فقد ذكر عنها عالم الآثار المعروف د. سعد الراشد : ( إنها تشكل نمطاً لحضارة نجد ووسط جزيرة العرب منذ ظهرت على حيز الوجود كمركز حضاري ، وهي تشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ اليمامة في عصور ما قبل الإسلام وما شهدته المنطقة من حوادث بعد ظهور الإسلام ) و قال ( من سياق دراستنا لتاريخ وسط الجزيرة وخاصة اليمامة يتضح لنا أن حريملاء وما جاورها كانت من بين المناطق التي شهدت الوقائع والأحداث التاريخية ، وقد اشتهر في اليمامة قبيل الإسلام وبعده بعض الشخصيات مثل هوذة بن علي الملك العربي الذي كان من بين الملوك الذين كاتبهم الرسول صلى الله عليه وسلم ) .
ومن أبرز الآثار التاريخية العريقة مسجد قراشة الذي أطلق عليه كثير من الناس لقب الجامع باعتباره مركزا تعليميا كما يذكر ذلك كبار السن ولاحتوائه على غرف لطلبة العلم و جصة للتمور التي كان أبناء حريملاء يزودونها بالتمر ابتغاء مرضاة الله سبحانه و تعالى ، الذي لا يزال موجودا حتى الآن .
ومدينتي بين ذلك الماضي العتيق الذي لم أذكر إلا قطرة من بحره وبين مستقبلها المشرق بكل ما تم وما سيتم تدشينه من مشاريع من شأنها النهضة بها لأعلى المستويات بدعم أساسي من حكومة المملكة وعلى شرف أميرها صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وسمو نائبه حفظهما الله ، الذي أسعد المدينة وأهلها وآثارها وتفاصيلها بزيارته الكريمة التي بالتأكيد ضمن سلسلة من الزيارات والمتابعات لها التي ستحقق ما نأمله كأهالي المدينة بأن تكون من أهم مدن الوطن الحبيب بدعمها لتصل إلى القمة بإنجازاتها وخدماتها وإنتاجها وإبداعات بناتها وأبنائها .
بسمة بنت عبدالرحمن الشدي - مديرة العلاقات العامة والإعلام بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بحريملاء