لا عجب في أن يتمكن فريق جُل عناصره من الشباب المتحمس كالاتحاد من إقصاء الهلال المدجج -نظرياً- بالنجوم والخبرات في مسابقة كأس الأبطال، ولاسيما إذا علمنا بأن الهدف الأول والأساسي للفريق الاتحادي الجديد إنما يتمثل ويرتكز على الظهور أمام الهلال بالمظهر المقنع الذي يبرهن على صواب توجه الإدارة، وما اتخذته من قرارات بشأن الاستغناء عن الأسماء المستهلكة، وإحلال الوجوه الشابة مكانها.. بمعنى أن الفريق لم يكن مطالباً بأكثر من تحقيق هذا المطلب، وإن تحقق على ضوئه شيء من المكاسب الأخرى غير المستهدفة فأهلاً به وسهلا.
وقد كان لهم ما أرادوا.. دعمهم وحفزهم على النجاح في مهمتهم جملة من العوامل المساعدة والمؤثرة.. بداية بجاهزيتهم وتمتعهم بقسط وافر من الراحة بعكس منافسهم الذي يحارب على أكثر من جبهة.. يلي ذلك تعطشهم للفرصة وإثبات الوجود وأنهم أهل للمهمة المنتظرة وبالتالي جدارتهم بتمثيل العميد.. ومنها أنهم انطلقوا في مهمتهم بلا ضغوط وبلا مطالبات تفوق إمكانياتهم.. ولا ننسى المساعدات التحكيمية التي انهالت عليهم ومنحتهم قدراً كبيراً من الثقة والعمل بخشونة طاغية دون خوف من أية عقوبات تحكيمية رادعة، وكأن من مسؤوليات الهلال الاجتماعية أن يدفع ثمن تمكين العناصر الاتحادية من إثبات وجودها على أكتافه وعلى حساب العدالة المفترضة؟!.
السؤال : هل ستسمح الفرق الأخرى والحكام الذين ليس من بينهم خليل ومساعده بدر الشمراني للفريق الاتحادي بالمضي في تحقيق مقاصده؟؟!.
أما العجب فيكمن في حال التحكيم الذي يبدو أنه لا يريد الخروج من قوقعة الفشل المتكرر الذي يشبه التعمد وخاصة في مسألة الإصرار على أسماء تحكيمية معينة لفرق معينة كالهلال وخليل جلال، وكأن اللجنة تبارك الكوارث التي مارسها خليل بحق الهلال على مدى عدة مواسم.. بل وتطالبه بالاستمرار في نهجه ذاك!!.
كذلك يكمن العجب العجاب في عدم قدرة الهجوم الهلالي على ترجمة الفرص السانحة وإهدارها بكل برود وعدم مبالاة.. وكذلك بالنسبة لدفاعه الذي يبدو أنه لم يتعلم ولن يتعلم من كوارثياته التي يتحول معها إلى صانع ألعاب للفرق المنافسة لتمكينها من التسجيل في المرمى الأزرق بلا أدنى عناء أو مشقة؟!!.
الحرام والحلال في قاموس خليل جلال !!
لا مانع لدينا من أن نبصم بالعشر.. بل ويمكن أن نستعير أو (نستلف) أصابع الجيران للمشاركة في حفلة (التبصيم) على أن الأخطاء التحكيمية جزء من لعبة كرة القدم كما هي أخطاء اللاعب والمدرب.. وأن الحكم كان ولازال وسيظل بشراً له ماله وعليه ما عليه شريطة ألاّ تصب أضرار تلك الأخطاء جميعها في خانة واحدة كقاعدة وكفعل متكرر أشبه ما يكون بالالتزام، فيما يذهب ريع وثمار تلك الأخطاء موزعاً على المنافسين بكل أريحية؟!.
سلسلة طويلة من المشاهد والشواهد والوقائع المتكررة والموثقة بالصوت والصورة التي تثبت عدم قدرة حكمنا الدولي (خليل جلال) على معاملة الهلال ولاعبيه تحكيمياً بمثل ما يتعامل مع باقي الفرق المنافسة للهلال ولاعبيها لأسباب لا نعلمها؟!!.
فهو يتعامل مع لاعبي الهلال -تحديداً- كما لو أنهم أعداء، لذلك نراه يغض الطرف عن الإيذات المتعمدة والمقصودة التي تطالهم من المنافسين، في حين نراه أكثر شجاعة وبسالة في تقديره وتعامله مع ما يصدر عن أي لاعب هلالي من أخطاء بطريقة انتقامية عجيبة توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها؟!!.
مالذي يضير حكمنا الدولي (خليل) لو تعامل مع الاثنين والعشرين لاعباً الذين يؤدون المباراة في الملعب على أنهم سواسية في الحقوق، وأن عليه إنصاف الجميع من خلال الكيل بمكيال واحد.. سواء من حيث التعاطي مع الحالات القانونية، أو من حيث إعطاء الحقوق المشروعة بعيداً عن الترسبات، وعن الميول وإفرازاته.. ودون النظر للألوان وتعقيداتها؟!!.
إن من حق جماهير الهلال ومنسوبيه أن يضجّوا ويجأروا بالصوت إزاء عجائب وغرائب (القاضي خليل جلال) التي يمارسها بحق فريقهم منذ عدة مواسم.. إذ لا تخلُو أي مباراة يديرها تحكيمياً ويكون أحد طرفيها الهلال من سقوط مريع يتضرر منه الهلال ويستفيد منه المنافس، أياً كان ذلك المنافس.. المهم الإضرار بالهلال؟!!.
fm3456@hotmail.com