لعلّي أبدي إعجابي بالطريقة التي يتعاطى من خلالها الزميل نديم قطيش في الشأن السياسي اللبناني على وجه الخصوص أو مع سوريا وإيران بوجه عام عبر برنامجه (DNA) على قناة المستقبل.
أعتقد أن معارضي (حزب الله) هم نصف مصيبة (مثلما يقول اللبنانيون)، لكن أن يخرج أحد من الطائفة الشيعية مهاجمًا بضراوة فهذه مصيبة كاملة وكأننا على قاعدة (وشهد شاهد).
يقف خلف نديم قطيش فريق إعداد متمكن يمسك له القضية التي يناقشها من تلابيبها ونديم بحدّ ذاته شخصيَّة إعلاميَّة لها كاريزما عجيبة، وله أسلوب لا مانع من تسميته بـ(الاستفزازي) ضد خصومه السياسيين عدا إحراجه لكثير من السَّاسة السوريين ومواليهم في لبنان من خلال التناقضات التي يكشفها بأسلوب (هزلي) في برنامجه الذي يجد أصداءً كبيرة في لبنان ممتدَّة للوطن العربي.
برنامج (DNA) اعتبره مدرسة في البرامج السياسيَّة العربيَّة (ما أكثرها)، حتَّى وإن كان بلغة أحادية، إلا أنَّه يكشف لنا كثيرًا من الخبايا والتحليلات المنطقية بعيدًا عن الإسفاف في اللُّغة وأسلوب الردح السياسي الذي شاع هذه الأيَّام عبر الفضائيات العربيَّة.
نديم قطيش يضع أولاً (حزب الله) نصب عيني برنامجه، ويتتبع عثراته (وما أكثرها) وتناقضات خطابه السياسي، وهو إن جاز التَّعْبير (شوكة) في خاصرتهم، متحدِّثًا في قناة (المستقبل) التي تعتبر رأس الحربة ضد ممارسات هذا الحزب، كما كانت (المستقبل) هي أول من أعلنت تأييدها للثورة السورية ضد بشار الأسد وإيران، وبالمناسبة فإنّ (حزب الله) هو الذراع السياسي والعسكري لإيران في لبنان، حتى وإن حاول البعض نفي ذلك.
الخطاب الإعلامي لجبهة المقاومة والممانعة، تتساقط أوراقه يومًا بعد يوم، وحباله الصوتيَّة تتقطع باستمرار أمام هذا المدُّ الكبير للإعلام الحر والنزيه الذي يمثِّل قطيش جزءًا من كعكته.
m.alqahtani@al-jazirah.com.satwitter: @mohadqahtani