ثمة علاقة وثيقة تصل حد المتلازمة بين من يخطب ود البطولات وبين الإرهاق نهاية كل موسم، فتعاقب المباريات وتتاليها وقت الحسم هو ضريبة يدفعها كل فريق ينشد التفوق ويطلب يد الذهب، فمن رام وصل الشمس حاك خيوطها، ولذلك فليس غريباً ما سيتعرض له الليث خلال هذه الأيام من ضغط مباريات يجعل اللاعبين لا يكادون يلتقطون أنفاسهم، فخلال مدة وجيزة لا تتجاوز الـ(12) يوماً، سيكون الليث أشبه بابن بطوطة في كل يوم ببلد!
ولعل البعض سيتساءل عن ماهية قصر الحديث على الشباب مع أن الأهلي سيواجه ذات المعضلة، وأصحاب هذا الرأي على حق إن قيس الأمر بعدد المباريات وكذا عدد الأيام، لكن بنظرة فاحصة تنقب في أماكن المباريات، تجد أن الشباب سيواجه مشكلة أخرى علاوة على ما يتفق فيها مع الأهلي، وأعني هنا التنقل لأكثر من مدينة في مدة جد قصيرة، فالفريق رحل من الرياض للدوحة للمشاركة الآسيوية، وسيعود من هناك، ليرحل إلى مكة ليلتقي الأهلي في كأس الأبطال، ومن ثم سيعود - بمشيئة الله - إلى الرياض ليلعب مع الغرافة إياب آسيا، وكل هذا خلال أقل من أسبوع!
بالمناسبة ما يحسب للمدير الفني الشبابي السيد برودوم هو تحسبه لما هو قادم من ضغط، لذلك قام بإشراك عددكبير من لاعبيه وصل للرقم الـ(20) في آخر خمس مباريات، حيث اعتمد مبدأ المداورة بين لاعبي فريقه، وذلك خوفاً من إرهاق اللاعبين وفقدهم بسبب الإصابات في مرحلة (زبدة) الموسم.
وللتوضيح فالحديث عن الإرهاق ليس لإيجاد مبرر للسقوط - لا قدر الله - فاللاعبون محترفون ويفترض فيهم أن يكونوا أهلاً لكل تحد، فضلاً على أن الإدارة الشبابية بقيادة الأستاذ خالد البلطان قامت بمحاولة تخفيف تأثير هذا العامل وذلك بتوفير طائرة خاصة لتنقلات الفريق في هذه الفترة المخنوقة، لكن دافعي بالحديث عن الإرهاق هو (فقط) لتسليط الضوء على ما تواجهه الفرق من جدولة سيئة، اشتكى منها اللاعبون وردد صداها المدربون، ولا أدري لماذا كل عام يتم حشر إقامة كأس الأبطال في وقت دور الـ(16) من بطولة آسيا؟!
فليس سراً أن مواعيد البطولة الآسيوية مجدولة لسنوات قادمة، وبالتالي فهي لا تتحمل وزر تضاربها مع البطولات المحلية، بل إن ذلك التضارب هو دليل واضح لفشل لجنة المسابقات في إدارة بطولاتها على النحو الأكمل، وبشكل يضمن تكافؤ الفرص بين المتنافسين، ويعطي فرصة لكل فريق في تقديم وجهه الحقيقي بمنأى عن أي مؤثر خارجي من إرهاق وغيره.
عموماً بالتوفيق لليوث وكل من يشرف وطني، وبالتوفيق للجنة المسابقات الجديدة في الموسم القادم وذلك لإعادة الأمل في جدولة سليمة خالية من التأجيل وبعيدة عن تدخل هذا أوحظوة ذاك.
ما بين هودل وصلة!!
في عام 1999م وأثناء استعدادات المنتخب الإنجليزي لأمم أوروبا 2000، أدلى مدرب المنتخب (غلين هودل) بتصريح في صحيفة التايمز البريطانية اساء فيه للمعاقين، ما الذي حدث بعد ذلك؟!
قامت قيامة جمعيات المعاقين في أنحاء إنجلترا، ولونت صحيفة الصن البريطانية الشهيرة صفحتها الاولى باللون الاسود وعليها كلمة (اذهب)، فسارع الرئيس البريطاني أنذاك توني بلير بالقول : إن كان قال ذلك فليرحل!
فما كان من رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلا إقالة المدرب، رغم ضيق الوقت قبل البطولة وعلى الرغم من اعتذار المدرب.
لكن على النقيض من ذلك وقبل مباراة النصر بالأهلي نتفاجأ بتصرف لا مسئول وغير إنساني يتم فيه منع 25 يتيماً من الدخول إلى أرضية الملعب بصحبة اللاعبين قبل بدء المباراة، لتتناثر صور الأيتام في مواقع التواصل الاجتماعي بصور تدمي القلب وتحكي موقفا وأدت فيه الإنسانية، لتخرج (شركة صلة الرياضية) في اليوم التالي مبررةً ما حدث بحجة عدم التنسيق مع الجهات المسؤولة!
أي عذر أقبح من ذنب كهذا!
المؤلم أكثر في الموضوع كيفية محاولة (دمدمة) الموضوع، بتصريح مسؤول وبيان اتحاد وتبرع شركة وزيارة رئيس ناد والتصوير أمام شاشات الفضائيات!
وكأنها تقول: (يا دار ما دخلك شر)، أما أنا فأترك لكم حرية المقارنة بين الحالتين.
أبطال الوهم
مستشار الريس.. لازال طالبا (نجيبا) ومخلصا لمدرسته وخطها، على الرغم من أن المدرسة ومستنقعها تم ردمهما منذ أكثر من (ستة) شهور، وكأن المستشار لازال (سعيداً) بدوره القديم، ولذلك يحاول إعادته للحياة من جديد من خلال تلفيق كذبة ما أو نشر إشاعات انتقال لاعب. يحاول أن يتقمص دور القرش المفترس في قلمه، لكن لا الزول زوله ولا الحلايا حلاياه، فصاحبنا نحتاج لمجهر لنرى (اسمه)، فكيف يمكن لنا أن نقنع أنفسنا بأهميته وأهمية طرحه!
يريد أن يقنعنا بأنه إعلامي ضليع، مع أن أقصى مؤهلاته هي (قدرته) على شراء موقع إلكتروني، وتسميته مجازاً بصحيفة إلكترونية يتولى رئاسة تحريرها، في حين أن دخول واحد لموقعها بالغلط، يجعلك تترحم على (كتابات الجدران)!
قبل نقطة النهاية
أتمنى وقت نشر هذا المقال أن يكون الاتحاد السعودي قد وافق على جلب حكام أجانب لنصف نهائي الأبطال بين الليث والقلعة، وإن لم يحدث ذلك وبعد كل تلك الأخطاء التي حصلت بدور الثمانية، فأعتقد أن الاتحاد السعودي يلعب بالنار، ويسيل الحبر ويثير التساؤلات على إصراره العجيب على تجاهل نداءات مسؤولي الأندية وتعاميه عن مطالباتهم المشروعة بصافرة عادلة!
تويتر: @sa3dals3ud