|
أقامت دارة الملك عبدالعزيز ورشة عمل عن (المحافظة على المواد التاريخية) وذلك خلال المدة 2 - 4 رجب الحالي في قاعة المحاضرات بمعرض المدينة المنورة (مأرز الإيمان) لعدد من المهتمين والمعنيين في بعض الجهات والهيئات الحكومية من المتعاملين مع المواد التاريخية المختلفة مثل الوثائق، والمخطوطات، والأوراق القديمة، والأرشيفات الصحفية والفوتوغرافية، والكتب، والمواد الإسطوانية، ونظّم مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية بدارة الملك عبدالعزيز هذه الورشة بالتعاون مع فرع الدارة مركز دراسات وبحوث المدينة المنورة وشارك فيها 25 موظفاً حكومياً من قطاعات مختلفة، وشملت الورشة محاضرة عن الجانب النظري لأساليب وطرق العناية والترميم والتعقيم في مختلف المواد التاريخية المحتملة، بينما قدم موظفو مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية للمشاركين في الورشة تطبيقات عملية لعمليات الترميم والتعقيم والتجليد وطرق حفظ المصادر.
التاريخية المختلفة، وشرحوا بالتفصيل حالات مختلفة لأوضاع المصادر التاريخية المصابة بأمراض بكتيرية أو لتمزقات في مواقع مختلفة أو للتآكل والحرق وغيرها.
وقدموا خلال الورشة أفضل الطرق للمعالجات المثلى لكل حالة، كما اطّلع المشاركون على أحدث الأساليب التقنية، والأجهزة الآلية، والمواد الكيماوية التي يستخدمها المركز في ما يقدمه من خدمات فنية للمصادر التاريخية، وكيفية استعمالها، ومن تلك الأجهزة المتقدمة سيارة الترميم المتنقلة لدى الدارة حيث قدّم منسوبو المركز شرحاً مفصلاً لإمكاناتها الفنية والخدمية، حيث تستخدم الدارة هذه السيارة المتخصصة في ترميم المصادر التاريخية في بيئاتها وأماكن تواجدها.
وجاءت هذه الورشة ضمن الأنشطة العلمية والثقافية التي تشارك بها الدارة في مناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية 1434هـ /2013م وفي إطار الرسالة التثقيفية للدارة للمواطنين والمؤسسات المعنية بصورة عامة للاهتمام والمحافظة على المصادر التاريخية وتوعية المجتمع بأهمية إعادة تأهيلها.
وكانت دارة الملك عبدالعزيز قد أصدرت مؤخراً طبعة منقحة من الدليل الإرشادي المحافظة على المواد التاريخية الذي سبقت أن نشرته الدارة بالتعاون مع مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الإصدار التوعوي يأتي ضمن أهدافها في توعية الجميع بكيفية المحافظة على مصادر المعلومات، وتهيئتها المستمرة، وطرق تخزينها، والأمراض التي تصيبها، وأعراضها، وأسبابها، ووسائل الوقاية، وشمل الدليل كيفية المحافظة على كل من الوثائق التاريخية، والمخطوطات، والخرائط، والصحف، والصور الفوتوغرافية، والأفلام، والأشرطة، والكتب، والمجلات والتعامل معها في حالات الإصابات المختلفة، وطرق تخزينها، والاشتراطات المناخية لإبقائها في حالة جيدة.
الجدير بالذكر أن مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية بدارة الملك عبدالعزيز، يقيم دورات تدريبية متطورة في مجال الترميم والتعقيم والتجليد والنسخ والحفظ الإلكتروني للمواد التاريخية المختلفة بين فترة وأخرى للمهتمين والمعنيين في إطار أهداف الدارة للمحافظة على المصادر التاريخية، وتوعية وتثقيف أفراد المجتمع والمتعاملين مع تلك المصادر بصورة مستمرة على أهمية المحافظة عليها بصفتها ثروة وطنية وقيمة علمية وأمانة تاريخية من حق الأجيال المقبلة، كما يرتبط المركز بعدد من العقود مع جهات حكومية ومؤسسات ثقافية وعلمية لترميم أرشيفاتها بعد أن تميز في هذا الجانب الفني وحظي بالثقة من الجميع.