حقيقة إذا كان الحكام المخلوعين الذين أسقطتهم ثورات الربيع العربي يعتبرون طغاة فقد أثبتت الأيام أن الذين «استغلوا» سقوطهم و»امتطوا» كرسي الحكم بعدهم هم أكثر تشبثا وديكتاتورية من أولئك الديكتاتوريين بل لا نبالغ إذا قلنا إن كل مواطن عربي يقبع في قلبه ديكتاتور صغير، فكيف الحال مع الديكتاتوريين الكبار الذين قذفت بهم الثورات إلى الكراسي الأكثر نعومة وراحة فهم لا زالوا يتجادلون على من يمسك الكرسي الأكبر والأعلى في الوقت الذي لا زالت دماء شعوبهم تجري في الشوارع جراء «الفوضى الخلاقة» التي أحدثها هؤلاء الزعماء الكثر وأحزابهم المتخلفة المتعطشة للانتقام من أغلب مواطنيهم وإلا من يقل لنا كيف يدعي الحكام الجدد ممارسة الحرية والشفافية والديمقراطية وهم يريدون اجتثاث كل الموظفين الكبار في العهد السابق فبالله عليكم ألم تسمعوا وتشاهدوا احد الساسة العرب وعلى التلفزيون يقول لن نكتفي بهذه الثورة فقط بل سنلاحق كل أقرباء وأصحاب ومعارف الرئيس السابق ونخضعهم للمحاسبة، فقال المذيع متعجبا ولكن كم تعتقد عدد هؤلاء الذين ستحاسبونهم؟، فقال السياسي هم ليسوا كثيري العدد فهم لا يتجاوزون الـ مليونيين لا أكثر!! وهنا «قفشه» المذيع قائلا: إن هذا العدد يساوي نصف شعبكم، فهل تريدون محو نصف الشعب؟، فقال السياسي أنا أعني أهلهم وأقاربهم وأطفالهم «فياللبجاحة!!» ويا للدكتاتورية الفادحة، أي أن الذي كنا نريد قوله هنا، كيف يدعي الحكام الجدد الديمقراطية وملاحقة نصف شعبهم ولاشك ان حكاية اجتثاث البعث لازالت ماثلة في الأذهان، يبقى القول أخيرا ولكي يسلم الحكام الجدد من معارضيهم ويحفظوا كراسيهم فلا بأس أن يجعلوا كرسيا لكل معارض بل ولا بأس أن يكون لكل مواطن كرسي خاص به ولا مانع أن يتجول بكرسيه أينما يشاء!!، وليكن اسمه كما هو كرسي الحلاق أو كرسي ماسح الأحذية وبذا يوفر النظام كرسي الإعدام!! ولم لا أليسوا مواطنين وأليس لهم حق المساواة كما يدعون.