صرخةٌ يصرخ بها كل غيور على هذا المجتمع النامي، مجتمعٌ مُنِحَ كل وسائل الراحة والتطور، فواكب العصر وهو على غير استعداد لهذه المواكبة!!
فماذا كانت النتيجة؟؟ أجيال بدأت تُظهِر ما بداخلها، فكان ذلك بداية التطور المتأخر -وعذراً على هذه التسمية- مجتمعنا مجتمع توفرت له كل السبل ليرتقي ويتطور وتسهلت له وسائل التكنولوجيا والتواصل وبأقل الأسعار، وبدلاً من أن يكرس ذلك في خدمة مجتمعه وتطويره ورسم صورة إيجابيةٍ له أمام المجتمعات الأخرى إذا به يستغل هذه الوسائل في التشهير ببقية أفراد مجتمعه وليظهر للآخرين مساوئ قومه وعيوب شعبه بدلاً من إيصال ما هو جميلٌ فيه، إضافةً إلى الصورة التي يظهر بها في هذه الوسائل إن كانت Keek- Twitter وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، فذاك يُشهر بغيره، وذاك يستخف بعقول من يتابعونه، وذاك يصرخ من أول المقطع إلى آخره في اعتقاد أن هذا الأسلوب يجذب له مشاهدين أكثر!! ولا يعلم أن هذا يدل على خفة عقله هو قبل من سيتابعه!!
وبدلاً من توجيه هذه التكنولوجيا في النصح والتوجيه ورفع مستوى ثقافة أفرادٍ آخرين بنصائح هادفة ومعلومات مفيدة بشكل مختصر مقتضبٍ مفيد، توجهه في الضحك والاستخفاف واستهزاء بلا طائل ولا فائدة، يمكننا أن نضحك وفي ذات الوقت نفيد، نعرض مواقف حياتية مضحكة وفي ذات الوقت هادفة موجهة مطورة، بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في أمور تنتهي ولو سألت أحدهم ماذا استفدت؟؟ تجد إجابته (ضحكت.. وسعت صدري)، هذا فقط بلا فائدةٍ أخرى!!
فلنوازن بين أمور حياتنا، لنضحك ونلهو ونلعب وبقدره نستفيد ونتعلم ونتطور حتى نلحق بمصاف هذه الدول المتطورة ولنصبح شعباً متطوراً وأمةً تنتج أفذاذاً مثقفين متطورين يتفاعلون مع كل جديد باتزان وبعقل..