الإنسان المتحضر هو الإنسان الذي يعمل من أجل وطنه قبل أن يعمل من أجل أهله وعشيرته المدرك للواقع الطامح لمزيد من التحضر والبناء، مرتكز أعلى قيمة أساسية وهي القدرة العقلية والتدرج في معطياتها من أدناها، وهي القدرة على الاسترجاع وصولاً إلى القدرة على التقويم.
هذا حال الملك الموحد عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه- وأبنائه البررة الأوفياء، وقد وهبهم الله جميعاً وحباهم بنعمة البصيرة الهادية إلى زيادة الوعي وإدراك الواقع الاجتماعي ومسيرة التنمية المستدامة التي يعوزها التفكير المنظم والعمل الشاق والبحث العلمي مما يدعم وجودنا في العالم الحديث بقلب وعقل مفتوح.
ونطرح هذا للتأكيد مع التقدير والاحترام لذلك القرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وهو الأخ الأصغر من أبناء الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وإن فتحنا صفحة من السيرة الذاتية للأمير مقرن فنذكر منها كونه أنه في الأصل أنه رجل عسكري يؤمن بضرورة الالتزام بقيم الضبط والحسم والانضباط، فهو قد درس العلوم العسكرية ليعمل ضابطاً في القوات الجوية ثم حصل على دورات تدريبية في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بما يعادل شهادة الماجستير، وأبلى في هذا مبلغاً حسناً فهو نموذج للقيادة الملهمة العظيمة.
وربما كان هذا داعياً إلى ميدان العمل الاجتماعي بحملته رافعاً شعار الاجتماع البشري وصناعة كيان إنساني جديد ولتكوين روابط اجتماعية مميزة تساهم في التطور.... والاعتلاء في سلم التقدم والنبوغ، ودعم كينونة الإنسان السعودي المتحضر، وظهرت براعته في ذلك منذ أن تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل، ثم أميراً لمنطقة المدينة المنورة، فاهتم بالعمل على تقارب الذوات وإطلاق الطاقات ودمج التوجهات في سكنية واطمئنان يشحذ الملكات والقدرات وصقل المهارات مستعيناً بأمرين أولهما: دعم العلاقات الإنسانية بين فئات المجتمع المختلفة، وثانيهماً: الأخذ بقيم الأخلاق الحميدة... وحسن السلوك التفاعلي في التواصل الاجتماعي.
واليوم وبعد اختياره نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء (الخامس في تاريخ المملكة وصار حتماً مشاركته في انتشار مساحة القيم الفكرية الإبداعية والثقافية والفنية والعلمية التي نباهي بها دول العالم - ليس اليوم - ولكن على مسافة تاريخنا المجيد الذي نشرف به في كل آن وأوان في ظل توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله متعه الله بالصحة والعافية وسمو ولي عهده الأمين.
