للشاعر المعروف منصور البطي حضوره التراكمي الجميل المتنوّع.. الذي يليق بقصيدته ووعيه وفي هذا النص الرائع يختزل - أبو عبدالرحمن - متجلِّياً بشفافية.. أعذب الحب لمن فقط سُكناه القلب لا ما سواه.
أنا كنِّي بحر ساكن يبكِّيه الغرق والموت
حزن يشبه دجى ليلي وفيه عيون سهرانه
طفل يركض من اللهفة يخاف إنِّه يفوت الفوت
يبي يلحق حنان أمّه قبل لا تكون وجعانه
طيور الصبح تفضي له تغنِّي له بعذب الصوت
إلى من جاء بيمكسها بدت ترقص على شأنه
بكى فرحي.. بكى همِّي.. بكى حتى البحر والحوت
أسولف فيه من جرحٍ بكته اللول والدانه
ذبحني بالبحر جزره على شوق البحر للقوت
يبي يوصل إلى الشاطئ ويرمي فيه مرجانه
يبي يهديها من حبه على ذكر العنب والتوت
قبل لا عيونها تشوفه ذكرها.. ذكر بلسانه
حبيبي يا بعد هَمِّي وبعد الورد والياقوت
فديتك بالوله يا خل وفرح القلب وأحزانه
وش سواتي إذا حزني يداري عزّته طاغوت
تبسَّم لين غربلني بشوف كفوف عميانه
سكنت ولا سكن غيرك إذا كان القلوب بيوت
وانا عنِّي رحل واحد حقيقه احترت بإحسانه
مدامي حي بك دايم فأنا أخاف الغرق والموت
وكاني مِتّْ في جوفك تموت عيون سهرانه
الشاعر: منصور البطي