أسرة الخريف في حريملاء معروف كبارها بالعلم والتواضع والأخلاق العالية وقد فجعت هذه الأسرة كما فجع أهل حريملاء جميعاً وأصدقاء ومعارف الفقيد بوفاة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن إبراهيم الخريف.. رجل الأعمال المعروف إثر حادث مروري.. وكان والد الفقيد صديق مقرب لوالدي -عليهما الرحمة- وقد تربى أبناؤه على أخلاق والدهم التي تقوم على التمسك بتعاليم الدين والتواضع الجم وصلة الرحم.. والفقيد -يرحمه الله- استطاع أن يحافظ على تماسك (مجموعة أبناء الخريف) بعد وفاة والده وأصبحت من الأمثلة الرائعة القليلة لاستمرار الإخوة وأبنائهم في شركة واحدة بعد وفاة المؤسس الأول لها في عصر نرى الكثير من الشركات العائلية قد اتجهت إلى المحاكم بعد خلافات الأبناء والبنات والزوجات على تقسم الإرث.

وعبدالرحمن بن عبدالله الخريف رجل أعمال ناجح يقوم على رئاسة عدة شركات تابعة لمجموعة الخريف.. أهمها وأشهرها الشركة العاملة في المجال الزراعي يوم كان الكثير من رجال الأعمال يبتعدون عن هذا المجال ولا يرغبون العمل فيه لمخاطره العالية.. وهو أيضاً قد شارك في عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لأكثر من دورة، وشارك في عضوية مجلس المنطقة في إمارة منطقة الرياض وعلى المستوى الشخصي عرف بحرصه على صداقات مميزة وتمتد لسنوات مع أمراء ومسؤولين ورجال أعمال.. ولم تقم تلك الصداقات على مصالح أو أعمال وإنما صداقة نقية صافية.. وبالنسبة لأسرة الخريف كان عميدها الأساسي ويحرص على اجتماعها في كل المناسبات، ولقد كان آخر اجتماع له معهم في ضيافته قبل وفاته بليلة واحدة أي مساء يوم الثلاثاء الماضي وهو اجتماع أسبوعي تعودت عليه الأسرة.. وعلى نطاق أوسع كان للفقيد حضور اجتماعي ومشاركة في مناسبات الوطن.. وربما آخرها كان في حفل أهالي محافظة حريملاء بمناسبة زيارة سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه للمحافظة يوم الأحد الماضي.

وأخيراً: سبحان الله العظيم لقد كان أصدقاء الفقيد يخشون عليه من أخطار هوايته المفضلة وهي الصيد والقنص في مناطق خطرة مثل تونس والجزائر وبعض الدول الإفريقية لكن الأجل كان ينتظره في طريق زراعي ضيق يوصل إلى مزارعه قرب حرض.. حيث فاجأته ومرافقيه (السكرتير والسائق) شاحنة كبيرة فأدت إلى وفاتهم جميعاً -رحمهم الله- وتظل ذكرى ذلك الرجل الحريص على عمله المتأني في قراراته والحريص على أسرته وعلى مجتمعه ووطنه.. والمتواضع الذي يتمتع بأخلاق الكبار بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.. تظل ذكراه وأخلاقه وحكمته نبراساً لإخوانه وأبنائه ليبقى الكيان الذي يحمل اسم والدهم (المؤسس الأول) قوياً ومتماسكاً بإذن الله.