الحمد لله القائل: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله - كتابًا مؤجلاً)، والصلاة والسلام على رسول الله الذي اختار الرفيق الأعلى قائلا (بل الرفيق الأعلى)، حين خُير بين الحياة والموت. الحمد لله الذي جعل في الموت راحة من كل شر ونهاية لكل أسى وألم. حين وصلت رسالة تخبرني بوفاة سيدي العم عبدالرحمن، ذلك الرجل الفاضل الذي كان ديدنه السعي لعمل الخير بين الناس وبذل الجهد لصلة الرحم والأقارب، وحث الشباب على اغتنام شبابهم في طاعة الله سبحانه، ولقد بدأت على الفور أقلب صفحات رأيتها تترى أمام ناظري في لحظات عن شخصية طالما كانت عونا لي في أمور لا يعرفها إلا هو رحمه الله، ولم أكن وحيدًا بمثل هذه الحظوة، بل إنها مثالٌ يحتذى سواء كان ذلك للقريبين وذوي الأرحام، ولغيرهم.
ابتسامة لا تكاد تفارق محياه، يقبل إليك حين تحادثه، إذا زرته وبدأت أعتذر عن التقصير، قال: لا تثريب عليك انطلق راضيًا عليك ويتبع ذلك بدموع يواريها، لم أكن أعرف سرها حتى أسرَّ إليّ أخي عبدالعزيز بأنه حين يراه يستحضر أبي - رحمه الله - فيتذكره فينطلق باكيًا حابسًا للدموع حتى لا يفسد علينا فرحتنا بلقائه، والله أعلم بما كانت حاله عندما نغادره بمثل هذه الصفات والمكارم والحرص على الرحم والأقارب ونحوه عاش العم عبدالرحمن محبوبًا من الجميع: الأبناء والأصدقاء والأقارب والمعارف.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ووسع له فيه، وبارك في عقبه وفي أسرته وعائلته.{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
alromis@yahoo.comمدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة