في منتصف عام 2008م كنا نبحث ونتعقَّب آثار إطلاق أول مسابقة سعودية (للأفلام السينمائية القصيرة) في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية كحدث ثقافي مهم، كان يتوقّع أن يغيّر شيئاً من مفهوم السعوديين نحو (السينما)؟!
للأسف بعد أن أصابني الصداع من كثرة سماع (آهات وصرخات) شعراء الأدب الفصيح بأنواعه كشرط لمتابعة الحدث (السينمائي السعودي)، وقبل أن تداهمني أعراض (البواسير) بسبب طول فترة الجلوس للتعرّف على تجارب الأدباء والمحدثين الذين يزورون المنطقة بهذه المناسبة! تم الإفراج عن (الأفلام) المشاركة أخيراً!
كان العرض يتم على جدار (قاعة المحاضرات) بواسطة (لاب توب)، وعبر إطفاء أنوار القاعة، أو (الغرفة بالأصح)، لتخرج الصورة بواسطة (البروجكتر) لتقييم الأعمال المشاركة وبكل بساطة!
رغم مرور (6 سنوات) على هذا الحدث، ما زلت أذكر تلك (الدمعة الحارقة) التي سقطت من عيني في الظلام، أثناء متابعة فيلم قصير مؤثّر اسمه (بقايا خبز)، نجح هؤلاء الشباب السعودي في تركه عالقاً في ذهني حتى اليوم!
قبل نحو أسبوع كان لدي موعد في إحدى الدول الخليجية مع رجل أعمال سعودي يملك (قناة تلفزيونية)، تفاجأت بأنه يطلب مني بعد المقابلة أن أرافقه لمشاهدة فيلم في السينما؟!
طبعاً الأمر مدهش بالنسبة لي؟!
رجل يملك قناة أذكر أن بعض (المقاهي) و(الكوفيات) في السعودية تعرض أفلامها لجذب الشباب لمتابعتها سواء بالشاشة أو عبر (البروجكتر)، ويذهب بكل بساطة ليضيع ساعة ونصف من وقته، لمتابعة فيلم في (صالة سينما) ؟!
بالفعل تابعنا الفيلم سوياً، كالعادة نحن أكثر الحضور، عائلات سعودية، شباب سعوديون، ومالك قناة سعودية، ومحدثكم، وهناك عدد قليل من بعض الجنسيات الأخرى!
بعدها ذهب كل منا في طريقة، (علامة تعجب) كبيرة ارتسمت فوق رأسي! صور عديدة اختلطت مع بعضها البعض: فيلم (مناحي) وبيع أول تذاكر سينمائية في السعودية، مركز الملك فهد الثقافي، حصولنا قبل أيام على 5 جوائز من مهرجان الخليج ...إلخ!
كل ما سبق يصلح مادة (جاذبة ومثيرة) لفيلم سينمائي سعودي، سأكتبه حتماً مع افتتاح أول دار (عرض محلية)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com