تبدو أحياناً ظواهر الأمور بوجهها السالب الواهن.., فيما لو تفكرنا فيها بعمق سوف نجدها بكامل إيجابيتها وعافيتها..
لذا فإنها تؤيد تلك الحكمة القديمة أن «الضد يُعرف بالضد».., أو «الشدة تبين الصديق».., وكل ما يذهب في السياق مذهب المثال..
والشاهد على هذا، حين تثار موضوعات خاصة, أو عامة، ينبري لها الناس حماساً، وتآزراً..
وفي كل المواقف تتبدى خيرية هذا المجتمع..
يُرفض الخطأ جهراً وعلناً وبكل ثقة..
وتطرح الحلول على اختلاف سلامتها وإمكانها..
ويُرد الخطأ بقوة..
يُنهى عن منكرٍ, ويُتصدى لزلل، ويتعاضد الجميع من أجل كبح الجماح، وتصويب الصواب..
بل يذهب القوم تكاتفا في قضايا الأخطاء الطبية، ومفاسد التنفيذ للمشروعات, وفساد الآداء في مرافق الخدمات..
بل يتولى الجميع المطالبات في حينها مما تعنى بأمور التعليم وقضايا التعيين، وتأخر التنفيذ, والتوظيف، والبطالة، والعلاج، وكل أمر آخر يهم الفرد والجماعة..
تلك خيرية تنبثق من قيَمية التعامل ومفهوم المشاركة، وواعظ الأخوة.. بل الحق، والواجب، والضرورة..
وحين يكون مصدر هذه الخيرية هي المعرفة التامة بالموضوع مجال المشاركة من قبل كل من يسهم في الإدلاء, والإسهام برأي في موضوع ما يتفقون عليه..
فإن إظهار الوجه الآخر له هو سبيل لعلاجه.. ومصدر للثقة فيما قيل فيه.. أو عنه..
ومع أن هناك العديد من الأصوات التي تدلي بما لا تعلم, وقد تسيء دون أن تعلم،..
ومع أنها تثير البلبلة, إلا أن فرزها يسهل على من يقابل خيرية المجتمع بما تستحقه من تقدير..
فيتم تجاهلها بحكمة.
إن المواقف التي تحسب لخيرية هذا المجتمع في الواقع عديدة، وجميلة, ومشرقة..
ولأن «الضد يظهره الضد»، فالمأمول أن تُظهر المواقفُ الوجه الجميل للخيرات..
وأن يُكبح أولئك الذين ليس لديهم معلومات دقيقة حول الموضوعات التي يشاركون فيها تعاضداً, وتكاتفاً..
ويتم تجاهل أساليب تعبيرهم المنحازة بهوى, وإساءاتهم الواردة عن جهل..
لتبقى الوجهة المشرقة للتكاتف والمشاركة الجمعية..
ويبقى للمجتمع طبعه الطيب, ونخوته الفاعلة, وتكاتفه المحمود..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855