نادراً ما تستحوذ شخصية مثقفة سياسية على قلبك وعقلك عندما تكون في ضيافتها.. وتكون في أعلى درجات الانتباه واليقظة والإنصات عندما تستمع إلى حديثها مثل المثقف السياسي أحمد عبد الوهاب، أحد رموز الوطنية والعطاء والإخلاص صاحب المسيرة العطرة المشرفة الذين شهدوا أحداث وتحوّلات العديد من المراحل التي مرّت على المملكة.
في عهد الملك فيصل - رحمه الله - تحوّلت التشريفات الملكية إلى اسم المراسم الملكية وأصبح معالي السيد أحمد عبد الوهاب رئيساً للمراسم الملكية، حيث امتدت خدمته حتى عهد الملك فهد - رحمه الله -.
والسيد أحمد عبد الوهاب المفكر والدبلوماسي والسياسي والإنسان المحب لوطنه، .... يُعد أحد رجال الدولة المخلصين الذين أسهموا بجهودهم في مراحل نهضة المملكة والتي يواصل قيادتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيّده الله وسدّد على دروب الخير خطاه.
اقترن اسم السيد أحمد عبد الوهاب نائب الحرم الأسبق عند المكيين بلقب «السيد» نسبة إلى السادة من ذوي الحسب والعلم والفضل.. فبعد تقاعده ابتعد عن الإعلام وضجيج الحياة.. لكنه لا يبخل أبداً على محبيه من الذين يريدون التزوُّد بالعلم والمعلومة الصحيحة والتأكد من أحداث التاريخ، فهو صاحب رؤية فلسفية في السياسة المحلية والدولية.. حديث شيق وحواراته ممتعة ومفيدة.. تخرج من مجلسه بكم هائل من المعلومات، وتنهل منه ثقافة بلا حدود وتتزوّد منه بوقود حب هذا الوطن والعطاء له بلا حدود أو مقابل.
تشعر وأنت في مجلس السيد أحمد عبد الوهاب أنك في بيتك.. فهو يجمع الكثير من الأصدقاء والأحباب بتواضع كبير وأدب جم وروح طيبة وكرم فياض.. حتى أصبح مجلسه أحد الزوايا الاجتماعية المهمة التي تثار فيها الموضوعات ذات القيمة السياسية والاجتماعية والتاريخية.. والرجل يؤمن بضرورة الاستماع إلى الآخرين، فهو يحترم ويقدّر الرأي والرأي الآخر، ويحب الحوار الهادئ الذي يتمخّض عنه الاتفاق، ويؤمن أنّ الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. لأنه شديد الإيمان برأيه وبرغم ذلك لا يفرضه على أحد، بل إنه يستمع جيداً للرأي الآخر ويحترمه.
إن السيد أحمد عبد الوهاب.. ذلك الرجل الكريم المعطاء والذي يمتلك رصيداً كبيراً من حب الناس لأنه من أسرة كريمة فوالده - رحمه الله - كان من الشخصيات المحببة لأهل مكة ولصفوة حكام المملكة/ فامتدت مروءاته وعطاءاته إلى ابنه السيد أحمد عبد الوهاب فكان حقاً مثالاً وقدوه.
السيد أحمد عبد الوهاب.. بحر من المعلومات.. وفيض من التجارب الحياتية.. وموسوعة تاريخ وأدب وسياسة.. لابد أن نستفيد منها ونتعلم كيف خدم هؤلاء الرجال وطنهم بكل الحب والعرفان والإخلاص.. لابد أن يتعلم شبابنا ممن سبقوهم في خدمة المملكة.. فشخصية مثل شخصية السيد أحمد عبد الوهاب تستحق التقدير الشديد والاقتراب منها والتعلُّم والمعرفة بتاريخ مراحل تطور وتقدم المملكة في العصر الحديث.
إن السيد أحمد عبد الوهاب يُعد واحداً من أبرز الشخصيات الشاهدة على حقبة من زمن التطوير والتحديث في كل مناحي الحياة بالمملكة في عهدها الحديث.. ولذلك يقبل المثقفون وأصحاب النخب السياسية والاجتماعية والشخصيات العامة على حضور مجلسه والالتقاء به، للتزوُّد بالمعلومة والتعرُّف على أحداث كثيرة شاهد عليها السيد أحمد عبد الوهاب، حيث اعتبر مجلسه أحد المجالس الثقافية العلمية والتاريخية.. من يدخله لابد أن يخرج بما هو جديد.
هذا الرجل يستحق منا المزيد من التكريم فهو رمز من رموز الوطن بعطاءاته السخية وإخلاصه ووفائه في خدمة المملكة وحبه الكبير للناس وعمل الخير والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة الأعمال الخيرية ومساعدة كل من يحتاج للمساعدة، ودعم كل من لديه القدرة الشخصية والعلمية والنية الصادقة لخدمة الوطن والمواطنين في أي مكان بالمملكة.
وأخيراً فالسيد أحمد عبد الوهاب.. يُعد قدوة ومثلاً يحتذى به في العطاء والإخلاص لعل شبابنا يستفيدون من مشواره ومسيرته الطويلة في العمل وحب الوطن.