|
كتب - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
M.B.C صرح إعلام شامخ، ومنبر للحضور العصري، والمواكبة المهنية الراقية لمتغيرات الأحداث العالمية المتلاحقة على كل الصعد، برصد متفرد تتحدث نجاحاته المتلاحقة عنه بلغة توثيق الزمان والمكان الشيء الذي أوجد بدوره هذا التفرد وهذا النجاح الذي لم يأتِ إلاَّ من مضاعفة جهود متخصصة تدفعها همم مصحوبة بإصرار على التحليق خارج سرب المنافسات التقليدية التي سبقتها البديهة، والواقع، والمنصفين للتوثيق المشهود قبل آليات إحصائيات النجاحات المتلاحقة، ولعل أقرب الشواهد برنامج -الثامنة- للأستاذ الإعلامي القدير داود الشريان صاحب التجربة الإعلامية المتبلورة تماماً والحضور التراكمي المميز في المجال الإعلامي -على سبيل المثال لا الحصر- ولأن الأدب الشعبي (الشعر - المثل - القصة) يمثل كل من أجزائه الثلاثة دوراً له أهميته الخاصة -منفصلاً أو متصلاً بالشعر- فإن السنوات الأخيرة في مجال الإعلام المتخصص بالشعر الشعبي -وتحديداً الاستثماري منه- كالمجلات الشعبية والقنوات الفضائية الشعبية كان لكل منها (ما لها وما عليها) ولم يكن أكثرها بالمستوى الذي يؤهلها لإبراز دور الشعر وأهميته بالشكل المهني المتخصص (لأسباب يطول شرحها)، لذا فإن أكثر المجلات الشعبية والقنوات الفضائية لم تضف للشعر جديداً يذكر، بل أساءت إليه وأصبح -أكثرها مجالاً - لتكريس العصبيات التي وصفها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (بالمنتنة) والبعض الآخر أصبح مرتعاً (للتسول) والبعض مجالاً (لدق إسفين) بين شعراء الوطن الغالي، والبعض الآخر - نهازوا الفرص- على مبدأ (شد لي واقطع) دون حياء، أو أنفة كان يفترض أن يكون إحداها حائلاً لحفظ ماء وجه الشعر وسمعته وبعد أن تراكمت كل هذه السلبيات -والحالة هذه- فإن كل الحلول لسان حالها لمعالجة هذه الإشكالية، إن (زُعم) بحث حلولها في بعض القنوات الشعبية، وبعض المجلات الشعبية -مع الأسف- كان متكرراً (وفسّر الماء بعد الجهد بالماء) لأن الأمر برمته يتطلب مهنية إعلامية تواكب تقدم العصر، وسعة آفاقه ومجالاته، بحكم تقدم وسائل الاتصال وتأثير تقدم الصنعة الفنية والإمكانات التكنولوجية، ولم يعد يجدي إغماض العين عن هذا التقدم التقني الهائل الذي لا بد من مواءمته بالابتكارات والإبداعات لتصبح لغة للإعلام يتداولها الخاصة قبل العامة في مختلف الأماكن والأزمنة.
وفي سياق هذا العصر الإعلامي المتدفق سجّلت الـM.B.C حضوراً إعلامياً متفرداً للشعر الشعبي تفعيلاً لبيت الشعر الشهير (وبضدها تتميز الأشياء) وأثبت القائمون على هذه القناة -الصرح الإعلامي الشامخ- أن القصور في مستوى أكثر القنوات الفضائية الشعبية الأخرى (التي يفترض أنها متخصصة) مرده إلى عدم التخصص المهني، وبالتالي (الإخفاق) وهو نتيجة طبيعية بداهة بلغة المعطيات، وآلية المدخلات والمخرجات المتعارف عليها، ففي الحلقة التي استضاف فيها الإعلامي والمذيع النجم المتألق الأستاذ علي الغفيلي الأمير الشاعر د.سعد آل سعود -منادي- كانت بالفعل حلقة أنموذجية راقية، وهذا ديدن الأستاذ علي الغفيلي في كل حلقاته حيث اجتمع في هذه الحلقة المميزة الشعر المتميز الراقي لرمز من رموز القصيدة على مستوى الخليج العربي - من منظور نقدي- في تداعياته، وأخيلته، ورموزه، وصوره، وهو ما أهله لأن يكون له هذا التميز الكبير، وثقة ديوانه الجديد (منادي) الذي يزخر بأجمل القصائد المعروفة عند كل رفيعي الذائقة؛ سواء التي نشرت بالصحافة قبل إصدار الديوان أو التي تم غناؤها بأصوات كبار الفنانين، وفي ثنايا هذا اللقاء المتميز حضر -كما يجب- بشكل أنموذجي يحتذى، الشعر والفكر والنقد وأثيرت محاور عديدة كان أكثرها -مسكوت عنها- وهي جرأة تحسب لمهنية M.B.C والقائمين عليها (ونأمل أن يكون لهذه الحلقة المميزة) امتداد في الحلقات القادمة؛ خصوصاً أنها حظيت بتفاعل كبير جداً، وفعّلت نص المقولة (الرصد أول خطوات العلاج) وفضحت بلغة الإعلام المواكب المتجدد النابض بالحياة أصغر تفاصيل السلبيات بلغة (الضوء يكشف الظلام).
وقد توافرت (من منظور مهني كل أسس الحوار الفعال، وهي: الوضوح - التخلي عن النرجسية - توافر العقلية الناضجة - التفاعل الاجتماعي المرن - الاستئناس بذوي الخبرة - التساؤل - الجدل المحمود - الإصغاء الفعال).
وتوافرت في المقابل كل عناصر الحوار الإعلامي بنجاح وتميز، وهي (المُحاوِر، المُحَاوَر، موضوع الحوار، وسيلة الحوار، الجمهور المتلقي للحوار).
كما أشير بكل محبة وتقدير واعتزاز لجهد الأستاذ الإعلامي الزميل فهد بن جليد الذي وظف خبرته الكبيرة في اختيار مدروس ومتنوع لمادة التقرير المرافق للقاء؛ من ذلك اختياره للقاء كان قد أجري مع الشاعر الكبير حجاب بن نحيت قبل سنوات طويلة، وهو لقاء -خاص وحصري- تطرق فيه لمحور من محاور اللقاء الذي أجراه الإعلامي علي الغفيلي مع الأمير د. سعد آل سعود، كذلك مما يحسب للأستاذ فهد بن جليد اختياره لشاعر الوطن الكبير خلف بن هذال أيضاً الشاعر الكبير سعد بن جدلان، إضافة إلى أسماء الشعراء المتميزين: كالشاعر المعروف ياسر التويجري وهو صاحب تجربة مستقلة ومتميزة، أيضاً الشاعر المتميز المعروف ناصر الفراعنة، ولكل من هذه الأسماء تجربتها الرائعة الخاصة في نهجها، كذلك تشرفت من خلال (مدارات شعبية) بحضور للتعليق على أكثر من محور في البرنامج مثَّلني كشاعر، وناقد، وصحفي إعلامي متخصص يشرفه الحضور في كل مناسبة تدعم الشعر ونجاحاته الإعلامية.