|
الجزائر - محمود أبو بكر:
أفادت مصادر جزائرية مسؤولة عن استعدادات واسعة تجريها السلطات الجزائرية، من أجل استقبال الرئيس بوتفليقة الذي من المرتقب أن يعود في الساعات المقبلة إلى الجزائر بعد نحو شهر من فترة العلاج والنقاهة التي قضاها في باريس.
إلا أن ذات المصادر لم تحدد إن كانت عودته تعني مباشرة مهامه الرسمية أم قضاء فترة نقاهة أخرى، لا سيما وأن عدداً من المصادر الفرنسية أشارت خلال الأسابيع الماضية عن إمكانية خضوع الرئيس بوتفليقة لفترة نقاهة أطول، وفقا لتقديرات أطباء المستشفى العسكري الفرنسي.
فيما رجحت مصادر جزائرية أن يكون التعجيل بعودة بوتفليقة هدفه تحاشي مرور أكثر من شهر دون ظهور الرئيس صوتاً وصورة، ومطالبة بعض قيادات المعارضة تفعيل بنود الدستور بشأن عدم قدرة الرئيس القيام بمهامه لعارض صحي لأكثر من 40 يوماً، وحسب ذات المصادر فإن وجود بوتفليقة في الجزائر قد يؤدي إلى إنهاء السجال حول قدرته على إنهاء ولايته الرئاسية الحالية.
إلا أن الكثير من قوى المعارضة تؤكد بخطأ الرهان على أن عودة بوتفليقة من شأنها إنهاء الجدل بخصوص مصيره على رأس الجمهورية لإكمال ولايته الثالثة التي تنتهي العام المقبل. ويتوقع بعض المراقبين أن ترتفع نبرة السجال بين طرفين، أحدهما يؤيد استمرار بوتفليقة في ولايته وترشحه لولاية جديدة مدتها سنتين فقط (قد يتم ذلك من خلال تمديد دستوري لولايته الحالية)، والآخر يرفض تماماً أن يتقدم بوتفليقة للترشح مجدداً بحجة أن صحته لم تعد تسمح بذلك.
حيث يرى عدد من المراقبين أن عودة بوتفليقة ستطرح أيضا حقيقة وضعه الصحي ومدى قدرته على تحمل مسؤولية إدارة المرحلة المقبلة، وبالتالي لا تنهي الجدل الذي ثار مؤخراً حول طبيعة مرضه وحقيقة وضعه الصحي، وذلك في ظل غموض كبير يلف هذا الموضوع.