لابد للمحتال من أن ينكشف..
لأن الحيلة لا تقوى على النمو..
ولا تحتمل الإخفاء..
وهشة أمام المنطق..
ولها رائحة.., وتترك أثرها..
هي نوع من الكذب والمثل يقول: «حبل الكذب قصير» ناهيك عن وعاء الكذب وما فيه من كثير، ليس من ثماره إلا ما يتقافز في النور.. تزكم الأنوف رائحته، وتخنق الصدور سوءته..
الكذب فضاح.., والحيلة وضاحة..
مع أنهما في يد الضعيف سلاح.. لكنه مثلوم، معطوب..
وقد كثرت الحيل، وتمادى المحتالون في الكذب..
على أن المحتال ماكر ذكي, لكنه أيضا غبي نمرود..
يوظف عقله في غير جادة..,
تستهويه رغائبه عن مكاسبه..
وتوقعه طموحاته في سوء منهجه..
وعلى مر التاريخ تحمل الكتب في حكاياتها قصص المحتالين, لكنهم سذج بسطاء.. طموحاتهم قصيرة، ورغائبهم محدودة.., أمام محتالي العصر، هؤلاء الذين اتسعت أمامهم الحياة بغثائها، وزخها، وتكاثرها, وغاياتها.., وميادينها, وحاجاتها,..
بل منجزاتها التي أتقنوها فسخروها.. مستخدمين ما أتيح لهم منها في التمكين، والتنفيذ..
آخر المحتالين هؤلاء الأربع الذين اجتمعوا على الأموات ليسرقوا هوياتهم الوطنية، ومن ثم يستبدلونها بأسماء أحياء آخرين في مقابل مبالغ لا تقل عن ربع المليون من الريالات للمشتري هوية.., وهو لا يحملها.., مستغلين حاجة أسرهم الفقيرة، وطموح المشتري المتسلل، أو المختبيء بين جدران البيوت, بعد عمرة أو حج.. في عملية من أولها لآخرها ليست تنم عن وعي اجتماعي بالنظام، ولا بخشية من عقوبتين دنيوية، وأخروية عن مسلك لا خلقي، ولا ديني..و ...و..!
الحيلة فخ للمحتال يقع في شراكه، ولا ينجو من مغبته..
فتحية صادقة لرجال الأمن بشرطة العاصمة المقدسة، ممثلة في إدارة البحث والتحرّي الجنائي شعبة «التزوير والتزييف» الذين تمكنوا من إسقاط المحتالين فيه..
وفقهم الله حيث يكونون في جميع مرافق الأمن في اتجاهات الوطن كله.. لعل اليقظة فيهم، والإيمان المطلق بقدسية الوطن في صدورهم تكون المشعل الذي يمضون على نوره.. وهم يؤدون رسالتهم..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855