هل الهتافات العنصرية هي مشاكل واقعنا الرياضي اليوم؟! هل هي خسارتنا لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟! هل هي تردِّي مستويات الدوري؟! هل هي خروج منتخباتنا من معظم البطولات؟! هل هي سقوط برامجنا الرياضية الحوارية في أفخاخ التعصُّب وتصفية الحسابات؟! من المؤكد أنّ كل ما ذكرت هي نتائج، وليست أسباباً. فالمتابع للمشهد الرياضي، يشعر بأنّ هناك خللاً في كل المناطق، وكأنّ الجميع لا يريد أن ينضبط في أداء مسؤولياته، أو كأنّ الجميع لا يخشى من العقاب المحتمل إن هو أخطأ. كان الكثيرون يؤكدون أنّ الاحتراف هو ما سيغيّر من سلوكيات لاعبينا، وهو ما سينهض بالرياضة والإدارات الرياضية إلى مستويات أرقى مما كانت عليه قبل الاحتراف. لكن ما يحصل هو العكس. إدارات الأندية تثبت لنا كل يوم، أنّ الرياضة والروح الرياضية في وادٍ، وهم في وادٍ. وكل ما نراه اليوم من لاعبينا وجماهيرنا، هي مخرجات إدارات الأندية والاتحادات واللجان. ليس أمام كبار مسؤولي الرياضة اليوم، إلاّ الوقوف وقفات صدق أمام ذواتهم، والاعتراف بفشلهم، ومحاولات إيجاد مخارج لأزمات الرياضة، حتى ولو استدعى الأمر، انسحابهم من كامل المشهد الرياضي. إنّ رياضتنا ليست ملكاً لأشخاص، مهما كانت مرتبتهم الاجتماعية. إنها ملك لوطن يأمل أن يحظى شبابه بأفضل المستويات البدنية والترفيهية والأخلاقية، وما يحدث اليوم بعيد كل البعد عن هذا الأمل.