من الجحود نكران ما قدمته إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد من عمل مميز خلال السنتين الأوليين لتوليها زمام الأمور في النادي. أو حتى العمل الذي قدمته بعد ذلك. حتى وإن كان يتناقص في النوعية والحماس ويقل تدريجيا موسماً بعد آخر.
ولكن ذلك لا يعني أبدا الصمت على الأخطاء المتكررة والسكوت عن التقصير الذي حدث والذي أدى إلى اغتيال آمال وطموحات الجماهير. فهناك فارق كبير بين الهلال وغيره من الأندية وهذا ما يؤكده الواقع والتاريخ، ولكن تقصير الإدارة ردم فجوة الفارق فأصبح الهلال يتلقى خسائر من فرق لا تحلم بالتعادل معه. وتحول فريق الفتح الذي كان يخسر من الهلال بالأربعة والخمسة إلى فريق يأخذ الهلال فوز رايح جاي..!! وأصبحت فرق خليجية مغمورة تتفوق على زعيم آسيا وتخرجه من بطولة القارة مرة تلو مرة ..!!
من هنا غضب المشجع الهلالي وهو يرى فريقه الكبير وقد تحول إلى لقمة سائغة في أفواه الفرق الأخرى. ولم يكتف المشجع الهلالي بالغضب بل طالب برحيل الإدارة لأنه يرى الأخطاء تتكرر والفريق يتراجع من موسم لآخر. وربما أكثر ما استفز المشجع الهلالي وجعله يطالب الإدارة بالرحيل ذلك التصريح الشهير الذي أطلقه رئيس النادي مع الخروج من بطولة آسيا الموسم الماضي عندما قال: فعلا الآسيوية صعبة قوية. وهو تصريح عدته الغالبية الهلالية قمة الانهزامية..ولا يمكن أن يصدر عن قائد ينشد تحقيق أي إنجاز. ويفترض بمن أصدر هذا التصريح اليائس أن يكتفي بما قدمه ويترك الموقع لمن يرى أن الآسيوية ليست صعبة قوية خصوصا وأن الهلال هو صاحب الرقم القياسي في تحقيقها بين فرق القارة. حيث أكد أكثر من هلالي أن البطولة الآسيوية فعلا صعبة قوية ولكن على من أطلق هذه العبارة، وليس على غيره من أعضاء شرف الهلال ورؤسائه السابقين الذين حققوها مرارا وتكرارا.
أعرف أن جماهير الهلال ليس لها رأي أو كلمة في بقاء الإدارة أو رحيلها فذلك أمر تقرره مجموعة محدودة ومغلقة من أعضاء الشرف التي بالتأكيد لا يرضيها ما يحصل للزعيم موسميا خصوصا وأن منهم من سبق له العمل في إدارة النادي أن حقق منجزات قياسية ومنها بطولة آسيا التي يرى الرئيس الحالي أنها صعبة قوية.
ومن المؤكد مطالب الجماهير الهلالية لن يلتفت لها، وأن مجموعة أعضاء الشرف ستستجيب لرغبة الإدارة الحالية بالاستمرار، ولكن هل سيتم ضمان تقديم عمل يتناسب مع اسم زعيم آسيا ومكانته!!؟ هل سيتم ضمان تقديم عمل يرقى إلى تطلعات الجماهير وآمالهم.!!؟ إن العمل المميز الذي يرقى لطموحات جماهير الزعيم لا يتطلب أرقاما مالية فلكية .. ولكنه يتطلب براعة في البحث والاختيار وإدارة الصفقات بعيدا عن السماسرة الذين يتلاعبون بالعقود ويقدمون لاعب المائة ألف يورو بمليون.. ولاعب المليون بخمسة ملايين.
إن العمل الإداري المميز يتطلب تقريب الكفاءات والابتعاد عن الخلط بين العمل والعلاقة الشخصية. والعمل الإداري المميز يتطلب تغيير السياسات الإعلامية التي جعلت الإعلام المناوئ للنادي يحظى بامتيازات وعلاقات تفضيلية. كما أن العمل الإداري المميز يفترض أن تكون مصلحة النادي وسمعته واسمه هي العليا وليس مصالح الأشخاص وسمعتهم فقط. فيما اسم النادي مستباح.
هنا اكتفي، وأتوقف مؤقتا، وربما يكون لي عودة.