|
واشنطن - إبراهيم بكري:
في خطواتها مساحة من الأمل... في عزيمتها قوة الإرداة... في كفاحها نموذج للعطاء.. هكذا المرأة السعودية المبتعثة في أمريكا تنسج تفاصيل النجاح وترسم صورة المستقبل، لا تنكسر، تصمد، تجاهد كل الظروف لتقول أنا هنا.
المرأة السعودية هي قصة لتميز عنوانها «المليك يدعم فتاة الوطن لتحلق في كل المساحات بثقة لا مثيل لها».
الابتعاث المشروع العظيم منح المرأة الكثير من الاهتمام لتأهليها في مختلف التخصصات النوعية لتساهم في بناء الوطن.
ومن جانبه أكد الملحق السعودي بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى قائلاً: تمثل المرأة هذا العام نحو ألف وثمانمائة وثمانية وستين (1868) خريجة... نسبة 25.67 % من مجمل عدد الخريجين والخريجات... وهي نسبة لها مؤشراتها الإيجابية فيما يتعلق بابتعاث المرأة في مراحل الدراسة كافة... وتتزايد أهميتها في مرحلة الدراسات العليا... إذ يمثل مجموع الحاصلات على درجة الدكتوراه هذا العام نحو مائة وتسع وثلاثين (139) خريجة... بنسبة 34.66 % من مجمل عدد الخريجين والخريجات الحاصلين على هذه الدرجة... والبالغ عددهم نحو ربعمائة وواحد (401) خريج... أما بالنسبة لمرحلة الماجستير... فقد بلغ مجموع الحاصلات على درجة الماجستير نحو ألف ومائة وتسعين (1190) خريجة... بنسبة تكاد تكون متساوية مع نسبة المتخرجات في مرحلة الدكتوراه.. وبواقع 34.02 % من مجمل عدد الخريجين والخريجات البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف وأربعمائة وسبعة وتسعين (3497) خريجاً... وإذا كانت الدولة قد اهتمت بابتعاث المرأة وتعليمها والوقوف إلى جانبها حتى إكمال مسيرتها... فلا شك أن للمرأة بجدها واجتهادها وعطائها غير المحدود... دوراً مشرفاً في تحقيق هذا الإنجاز الكبير... الذي نراه يتضاعف يوماً بعد يوم... ويحقق تنافساً وإنجازاً حقيقياً بينها وبين زملائها من المبتعثين ... وأود بهذه المناسبة أن أوجه لها تحية خاصة لهذا التميز غير المسبوق.
المبتعثات: شكرنا ملكنا الغالي على حبك!!
«الجزيرة» وهي تقرأ في عيون المبتعثات الفرح بهذا المنجز رصدنا أسرة واحدة بجوار بعضها ثلاث أخوات مبتعثات يجسدن نموذجاً للكفاح والعطاء والتميز.. أحلام ومي وأبرار الصوينع تحدثن للجزيرة قائلات:
هذه الفرحة رسمتها رؤية ملكنا الغالي، هذا الحب من والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو سر تميز المرأة في الابتعاث.
في مثل هذا اليوم من كل عام تسعَد المملكة العربية السعودية ومنسوبوها في الولايات المتحدة الأمريكية أن تزفّ فرحتها بتخرج ثُلّة من أبنائها الطلبة المبتعثين باختلاف درجاتهم العلمية. ولتكتمل الفرحة ولتعم البشرى تحرص المملكة أن تدعو الجميع لمشاركتها البهاء بمبدعين متميزين ساعين لتنمية وطنهم -بإذن الله.
اليوم هو يوم تحقيق الأحلام وتوثيق الإنجازات, فلا يخفى علينا مناضلتهم -رغم غُربتهم- لتحقيق طموحاتهم. لكن يا تُرى أهو عامُهم الأخير مع الغربة في طريق الكفاح, أم هي البداية لمرحلة جديدة في سبيل النجاح. نهاية جميلة تبعث التفاؤل لأجيالنا القادمة التي لطالما انتظرناها بفارغ الصبر, ولم تنساهم قلوبنا بدعائنا لهم. وتُرسي آمالاً تعلّقت بعودة طلابنا لأرضِنا محملين بمعاني الكفاح والمثابرة في سبيل رفع راية الوطن. أم هي البداية التي من خلالها تُفتح لهم مجالات الإبداع والتقدم والمليئة بالآمال لتحقيق أحلامهم برفع ملفاتهم مُعلنين رغبتهم في تطوير خِبراتهم العلمية بترقية درجة ابتعاثهم.
اليوم ها أنا أقفُ لتهنئتِهم على إبصار أحلامهم النور -رغم مواجهتهم معرقلات شتى-، وعلى صبرهم وابتعادهم عن قلب الحياة (الأهل والأصدقاء), وعلى تحدياتهم في الوقوف في وجه اليأس والوحدة ورغبتهم الصارمة في إبراز ثقافة الطالب العربي المسلم على أكمل صورة. ولأنهم عاشوا تجربة فريدة فلابد أن تحمل في طياتها جميل الذكريات رغم حدتِها.
واختتمت الشقيقات أحلام ومي وأبرار مشاعرهن لشكر أمهن التي منحتهن بدعواتها الصبر والكفاح للعطاء والتميز.
من جانبها أكدت المبتعثة الخريجة فاطمة الجشي لـ»الجزيرة» شكرها لملكنا الغالي على دعم المرأة بمنحها الفرصة في برنامج الابتعاث لتساهم في بناء وطنها كشريك إستراتيجي، مؤكدة أن المستقبل يفتح ساعديه للمرأة السعودية لتجسد عمق رؤية حكومتنا الرشيدة.
وأضافت فاطمة: فرحتي لا توصف، شكراً لأسرتي التي زرعت الثقة في شخصي، وهذا هو الحافز الكبير لنا لمواصلة العطاء...
الزميلة الإعلامية هالة الجشي في موقع «سعوديين في أمريكا» رصدتها «الجزيرة» بجوار عمتها «فاطمة» في صورة تجسد عمق ترابط الأسرة السعودية في بلد الابتعاث لتحقيق كل التطلعات.