شدني هذا العنوان المنشور في جريدة الجزيرة يوم الاثنين 24 رجب 1434هـ عنوانا لمقال الكاتبة لبنى الخميس لأنه يعبر عن واقع مرير نعيشه اليوم ونتغاضى عن مساوئه بل أن بعضنا يشجع على نموه وانتشاره فكم من أب وأم يسعدهم تحدث أطفالهم باللغة الإنجليزية معتبرين أن هذا يمثل جزءاً من التطور المدني والتحضري وفي المقابل لن نجد من يأسف أو يأسى عندما يشعر أن أبنائه يتكلمون عربية ركيكة أو لا يفقهون معاني كلمات بسيطة أو يصعب عليهم نطق لغة عربية فيستبدلونها بأجنبية.
هذا على مستوى الأطفال.
ولكن على مستوى أكبر هناك مجتمعات لم تعد تتحدث إلا باللغة الإنجليزية، ولن تجد من يعرج منهم على العربية إلا في النادر وهناك من هو بين البين يخلطون العربية بالإنجليزية وأيضاً من الأمور المحزنة هو انتشار استخدام الإنجليزية في المراسلات عند الجيل الجديد فتجد أطفال لم يصلوا إلى سن الرشد يتراسلون عبر وسائل الاتصال الحديثة عن طريق استخدام اللغة الإنجليزية ويبدعون فيها وقد تكون لديهم القدرة الكبيرة على القراءة بالإنجليزية عن القراءة بطريقة أسرع وأسهل بالعربية.
وهنا يجب أن نبحث عن أسباب القبول للغة الإنجليزية مقابل الصد عن اللغة العربية؟ ولماذا سهولة تعلم اللغة الإنجليزية وصعوبة تعلم اللغة العربية؟ ولماذا هذا الجفاء من صغار السن نحو اللغة العربية وقواعدها؟ ولماذا يتخرج الشاب الجامعي وهو لا يحسن الكتابة باللغة العربية؟ ولماذا نسمع على القنوات وغيرها من يتحدثون العربية الركيكة التي تسيطر عليها العامية؟
أن هناك خللا من دون شك يجب البحث عن جذوره، والتعرف على مكامنه وأسبابه، إذ لا يعقل أن تصبح العربية في أرضها غريبة.. ضعيفة.. متوارية.. مخذولة.
إن الأمل كبير أن تشهد لغتنا العربية في الاستخدام نهضة عبر المؤسسات التي أنشئت لتعزيزها أو لحمايتها.