الجزيرة - علياء الناجي:

تحتضن محافظة عنيزة بمنطقة القصيم أول معمل فحم نسائي، يعمل به خمس سعوديات في سابقة هي الأولى من نوعها في المملكة، وقالت مشرفة المعمل فوزية الصيرم لـ«الجزيرة» إن الفحم خال من المواد الكيميائية والرصاص، حيث يعتبر «صديقاً للبيئة»، ومدة اشتعاله تستمر من (4 - 5) ساعات.

وتشرح الصيرم دورة العمل وكيفية التصنيع قائلة: تأتي إلينا مُخلفات المزارع من أوراق النخل والسعف والأخشاب، على هيئة أوراق محترقة مُعبأة في أكياس، حيث يتم عمل خلطة طبيعية سائلة يتم طبخها على النار، مكونة من ماء ومواد طبيعية لا تحتوي على الرصاص، ولا أي مواد كيميائية، وهي وفق موازين ومقاييس معينة.

وتابعت: تبدأ الفتيات بخلط مُخلفات المزارع مع المواد الطبيعية السائلة التي سبق تحضيرها،بآلة للخلط كبيرة، لتتشكل بعدها عجينة متماسكة، يتم وضعها (بالمكبس التشكيلي) الذي ينتج لنا قطع الفحم على شكل أسطواني ذو لون أسود، وتعمل بعد ذلك الفتيات على نشر الفحم الاسطواني في الشمس بفصل الصيف، وفي فصل الشتاء يتم نشره ليجف باستخدام فرن التجفيف، ثم يعملن على تقطيع الفحم إلى مقاسات عدة حسب طلب المشترين، ويتم بعدها وضعه في آلة التغليف بأوزان عديدة.

وأكدت الصيرم أن الفتيات قادرات على العمل في مهن مهمة شريطة التحلي بالإرادة والتركيز، نافية أن حاجة الفتيات السعوديات للتوظيف في مصانع أن تكون ذات بُنية جسدية قوية، لتستطيع بدورها التحكم بآلات الفحم الكبيرة ونحوها، مشيرة إلى أنها فشلت مرات عدة حينما التحقت بمصنع الفحم، ولكنها استطاعت أن تنجح وتدرب فتيات أخريات على ذلك خلال عامين ونصف من العمل بالمصنع.

من جهتها كشفت رئيسة جمعية قطرة النسائية في عنيزة فاطمة التركي أن طبيعة عمل الفتيات السعوديات، هو إنتاج الفحم الطبيعي ويشتمل على فحم البخور وفحم الشواء، حيث بلغ عدد العاملات خمس بنات جميعهن سعوديات، وتشمل وظائفهن مشرفة المعمل، والأخريات موظفات إنتاج بمعمل الفحم.

وقالت التركي إن المصنع النسائي الأول للفحم تابع لجمعية قطرة الخيرية في عنيزة، والتي تهدف بدورها إلى العمل بنظام الجودة، ورسالتها بناء إنسان ومواطن صالح متوكلاً على خالقه وليس متواكلاً، لافتة في ذات الصدد إلى انه تم تدريب الفتيات على أيدي مدربين لتعليمهن الصناعة والإنتاج لكل من فحم البخور وفحم الشواء.

وتستغرق مدة التدريب 15 يوماً، وتختلف حسب قدرة البنات واستيعابهن العمل.