سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفقه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد قرأت مقالة للأخ سلمان بن محمد العمري بعنوان: (أضرار ذي الوجهين) عبر زاويته الأسبوعية في العدد (14841) الصادر يوم الجمعة 7-7-1434هـ. وموضوع ذي ا لوجهين خطير ومؤلم أما خطره فهو لما يحاك للأمة من أطراف لهم وجوه متعددة (يتخفى تحتها) العلويون بتقيتهم التي يتعبدون بها في إيذاء أهل السنّة، ويتملق تحتها المخذلون الذين يدعون حماية المجتمع.

وعلى مستوى آخر حين يغيب الصدق في جو الأسرة ويصبح أفراده يظهر بعضهم بوجه غير وجهه الحقيقي يتعذر التعامل بين الأطراف ويحدث الخلل.

وأما إيلامه أن تظن السلامة والنصح والصدق من هذا الآخر صاحب الأوجه المتعددة وتتعامل معه بالمصداقية والصفاء وهو كاره لك كائد.

ولا أدري كيف يأمن صاحب الأوجه أن لا يكون من أمامه مثيله!؟

فلا أمن ولا ثقة ولا محبة صادقة بل هي كراهية وأنانية محضة والعياذ بالله.

فالوجوه المتعددة يتمثلها المنافق أولاً وتأمل عظيم نخر هذا في الأمة، والنمام يجد من خلال ذلك فرصة للوقيعة بين الناس، والظالم القاهر والفاحش البذي الذي هو متلبس سبزي المرء الطيب كم هو قهره؟

قهر لظلمه وقهر لجمال صورته التي يتخفى بها أمام الناس.

وأخيراً أقول قال عنهم الحبيب - صلى الله عليه وسلم - شرار الناس، وقال تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.

نعم هم حقاً شرار الناس ونخرهم ليس فقط على مستوى الأسرة والمجتمع بل على نطاق الأمة ألا يمكن أن نكون بوجه واحد صادق تحيا به في الدنيا حتى نلقى الله.