|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - سليمان الغوينم:
نيابة عن نائب خادم الحرمين الشريفين وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، رعى نائب وزير الدفاع صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد حفل دورة الحرب (4) وكلية القيادة والأركان الدفعة (39)، ودورة التخطيط والعمليات العسكرية (12)، وتخريج الدفعة (71) من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية.
فقد وصل سموه مقر كلية القيادة والأركان، إذ كان في استقباله معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل وقائد كلية القيادة والأركان اللواء طيار ركن علي بن محمد الشهراني، وقد بدأ الحفل الخطابي بآيات من كتاب الله.
عقب ذلك ألقى اللواء الشهراني كلمة رحَّب فيها بسموه والحاضرين، وقال «بالأصالة عن نفسي ونيابة عن منسوبي هذه الكلية، أنتهز هذه الفرصة لأبارك لسموكم الثقة الغالية التي أوليتموها من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- (نائباً لوزير الدفاع)، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد».
وقال: «نشكر لكم تشريفكم حفل أبنائكم الخريجين لهذا العام، حيث نحتفل بتخريج عدد من الدورات، وهي: دورة الحرب الرابعة، ودورة القيادة والأركان التاسعة والثلاثون، ودورة التخطيط للعمليات المشتركة الثانية عشرة، بعد أن أتموا برامج التأهيل القيادي، والتخطيط في المستويين الإستراتيجي والعملياتي من مستويات الحرب، وأنهو متطلبات التأهيل الأكاديمية والبحثية، واستحقوا بموجبه درجة الماجستير في العلوم الإستراتيجية، وذلك للملتحقين بدورة الحرب، ودرجة الماجستير في العلوم العسكرية ولقب ركن للملتحقين بدورة القيادة والأركان، والتأهيل للتخطيط في مستوى العمليات المشتركة للملتحقين بدورة العمليات المشتركة».
وأوضح اللواء الشهراني بأن العملية التعليمية في الكلية شهدت نقلة نوعية حقيقية، شملت تحديث المناهج، والعمل على تكاملها، وتنفيذ التمارين في كل مستويات الحرب الثلاثة، تخطيطاً وتنفيذاً على مشبهات القتال التي أسهمت في تقييم الخطط، وترسيخ المفاهيم، والتقريب من واقع بيئة ميادين القتال. وكذلك حظي البحث العلمي بالكلية بأهمية خاصة، حيث بلغت بحوث الدارسين أكثر من ثلاث مئة موضوع في مختلف الجوانب العسكرية، المهمة شملت ثمانية مجالات رئيسة، وقد أسهمت وبشكل فعال في رفع قدرات المشاركين في الدورات على العمل باحترافية، وكان لاختيار المعلمين المميزين من كل أفرع القوات المسلحة أثر بالغ في الوصول إلى مستوى مرموق يلبي تطلعات ومتطلبات قواتنا المسلحة على مستوى أفرع القوات وعلى مستوى العمليات المشتركة.
واختتم كلمته مهنئاً الخريجين، وقال «لا يفوتني أن أشكر بشكل خاص الضباط المشاركين من الدول الشقيقة والصديقة في دورة القيادة والأركان من الدول كافة وعددها أربع عشرة دولة، على ما بذلوه من جدية وتفاعل وتعاون خلال الدورة مع زملائهم من منسوبي القوات المسلحة، وكل الضباط المشاركين في الدورة من القطاعات العسكرية الأخرى».
كلمة الدارسين
بعد ذلك ألقيت كلمة الدارسين من الدول الصديقة والشقيقة، ألقاها نيابة عنهم العقيد الركن حسين بن علي الهيال من الجمهورية اليمنية وقال: «إنه لشرف عظيم لنا الالتحاق بهذا الصرح العلمي الشامخ، الذي يعد واجهة مشرقة للقوات المسلحة السعودية، فقد أتاحت لنا الكلية أن ننهل من منابع العلم والمعرفة بالدراسة الجادة المتعمقة وبأفضل أساليب التعليم الحديث، على أيدي نخبة مميزة من الضباط المعلمين في هذه الكلية التي أضحت منبعاً للفكر العسكري والتخطيط الإستراتيجي المستنير. وكان لذلك عظيم الأثر في إحداث نقلة نوعية في علومنا ومعارفنا العسكرية، حيث شاركنا كوكبة من خيرة ضباط القوات المسلحة السعودية الشقيقة وكانوا إخوة لنا شاركونا بالرأي والخبرة والمعلومة الجديدة».
كلمة أقدم الخريجين
عقب ذلك ألقيت كلمة الخريجين من الدورات، فقد ألقى العميد الركن عبدالله معتوق الحربي من دورة الحرب الرابعة كلمة زملائه الخريجين، وقال «إننا نحتفي اليوم بتخريجنا بعد أن أنهينا -ولله الحمد- متطلبات دوراتنا مع أخوة لنا أشقاء من دول شقيقة وصديقة، كنا خلالها نتلقى برنامجاً أكاديمياً مكثفاً وبرامج تدريبية وتعليمية أسهمت -بعون الله- في رفع مهاراتنا، وغرست فينا مفاهيم بناءة ستؤكد على التفاعل الإيجابي مع بيئة عملنا المستقبلي.
وها نحن يا صاحب السمو أبناءك من خريجي هذه الكلية العريقة تشرئب أعناقنا اعتزازاً وعرفاناً بما قدم لنا من إمكانات تدريبية وتعليمية كنا وسنظل مؤمنين بمبادئ ديننا وثوابتنا الوطنية، متسلحين بأحدث النظريات العملياتية والإستراتيجية والعلوم والمعارف العسكرية، وقناعاتنا تجسد هويتنا الوطنية.
وهذا عهد وولاء نجدده لقيادتنا الرشيدة، بأن نظل جنوداً أوفياء وحراساً أمناء لمقدسات الوطن ومنجزاته ومكاسبه وبأن نؤدي الواجبات المناطة بنا بأمانة وإخلاص وتفانٍ».
تخريج الدفعة (71)
عقب ذلك توجه سموه إلى كلية الملك عبدالعزيز الحربية لتخريج الدفعة (71) من طلبتها، حيث كان في استقبال سموه معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين القبيل ومعالي قائد القوات البرية الفريق الركن عيد بن عواض الشلوي وقائد الكلية اللواء ظافر الشهري. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم.
كلمة قائد الكلية
بعد ذلك ألقى قائد كلية الملك عبدالعزيز الحربية كلمة رحب فيها بسموه والحاضرين، وقال: «مرحباً بكم في هذه الكلية والتي تقدم كوكبة جديدة من أشبال هذا الصرح العريق، هذا الصرح الذي حمل اسماً عظيماً (خلد التأريخ ذكره)، إنه مؤسس وطننا الغالي (الملك عبدالعزيز) طيب الله ثراه.
أود باسمي ونيابة عن منسوبي الكلية أن أهنئ سموكم، وأهنئ أبناء وطننا الغالي على مرور ثماني سنوات سمان على تولي قائد مسيرتنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في بلادنا. هذه الثماني.. التي كانت علامة فارقة، أكملت المسيرة في النهضة والتطور، ودفع عجلة التقدم، وفجرت ينابيع الإبداع وحلقت بنا نمواً وحضارة في كل مناحي الحياة. ثماني عز، وعلم، ومجد، ورفعة، للوطن ومواطنيه... كما يسرني أن أهنئ سموكم بثقة قيادتنا الرشيدة تعيين سموكم نائباً لوزير الدفاع». وقال اللواء الشهري: «إن إيماننا بالله هو جوهر عزتنا، وأن قوتنا وتفوقنا ووحدتنا هو معلم حضارتنا، وأن سلاحنا وتدريبنا هو مصدر أمننا، وأن إخلاصنا لقادتنا هو سر فخرنا، ودين، وعهدٌ ندين الله به ماحيينا، معاهدين على الولاء والأخلاص لديننا ووطننا وشعبنا. كما تتشرف الكلية أن يكون من بين خريجيها أبناء وأشقاء لنا من المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية موريتانيا الإسلامية، كانوا بحق نعم السفراء لبلدانهم».
واختتم اللواء الشهري كلمته مخاطباً الخريجين وقال: «أبنائي الخريجين.. يا زملاء الخندق وأبطال الميدان.. لقد حظيتم في هذا العرين بأولى خطوات التأهيل العسكري، ولا يزال المستقبل المشرق ينتظركم لتطوير قدراتكم ومهاراتكم، لتكونوا خير قادة تسطرون أروع الأمثلة في التضحية والفداء، فاعلموا أن أفضل وأشرف جهاد هو الدفاع عن الوطن ومقدساته، فإذا كانت جيوش العالم تفخر بالدفاع عن أوطانها ففخركم، وشرفكم، وعزمكم بأنكم تدافعون عن مقدسات أمة بأكملها». داعياً أن يديم على هذا البلد أمنه وأمانه في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني.
كلمة الخريجين
بعد ذلك ألقى أحد الخريجين كلمة زملائه معبراً عن شكره وتقديره لسمو راعي الحفل، معاهدين أن يكونوا أوفياء لدينهم وقيادتهم ووطنهم تحت راية التوحيد.
عقب ذلك قدم طلبة الكلية عرضاً عسكرياً، وأعلنت النتيجة العامة للخريجين، إذ سلم سموه الجوائز على أوائل الخريجين... بعد ذلك كرم سموه قادة سرايا الطلبة، ثم تسلم سموه هدية من قائد الكلية. عقب ذلك أخذت الصور التذكارية مع سموه.
هذا، وقد حضر الحفل نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقادة القطاعات العسكرية وعدد من سفراء الدول.
تصريح رئيس هيئة الأركان العامة:
وقال معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول حسين بن عبدالله القبيل في تصريح خاص لـ(الجزيرة): «نحن نقدر لولاة الأمر في بلادنا هذه المشاركة لأبنائهم الخريجين، وهذا هو ديدنهم أن يشاركوننا أفراحنا، ولا شك بأننا نفخر ونعتز بهذه الكوكبة من الخريجين سواء من القيادة العسكرية في الدورات التي تخرجت من كلية القيادة والأركان وهي تحمل هذه المؤهلات العلمية العسكرية أو من هذه الكلية التي لها إسهامات في تغذية قواتنا المسلحة بهؤلاء الضباط المؤهلين»، موضحاً معاليه بأن قيادتنا تعمل من أجل النهوض بقواتنا المسلحة في التخصصات كافة ورفع مجالات التدريب بما يواكب ما يشهده العالم من متغيرات عسكرية في مجال التسليح. وهؤلاء القادة والخريجون هم إضافة لتطور قواتنا، داعياً للخريجين بالتوفيق والسداد لخدمة دينهم ووطنهم، وأن الله يحفظ لهذه البلاد وأهلها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وزير الدفاع.