ليس ثمة خاطر إنسانٍ ينساب الإحساس فيه كعذب الجدول وهو يتهادى في الفجر بين النباتات الخضراء تزهو رؤرس طلعها..
تتباهى لعين الشمس..
الخاطر في الإنسان يبدو كما قفل صديء.., يقبض على حلقتي باب لا يمرر سوى الرؤية, والشم..!!
تتقاطر الجارحات عليه كما زخات الرصاص أليفَ واقعه..!!
تنهشه من كل جهة في اطمئنانه..
تقضُّ كلَّ دعةٍ في سكونه..
تشاغب أي جناح في فضائه..
خاطر الإنسان, مستعمرٌ بدبيب الخوف من غراب ينعق..!
وصخب ِ القلق من حوتٍ يبلع..
ووخزِ الحزنِ من زخات تغطي مساحاته بغسلين من نتن..
وصهيد القهر من غثاءٍ عم َّ أركان ما حوله,.. وانتشر..!
خاطر الإنسان , يمشي على وجل.., يتحرك في ملل..!
كما طائر ارتطم بجلمودٍ فتكسر جناحُه..
وكما سابح أحاطه من كل جانبٍ حوتٌ.., وقِرشٌ.., وتمساحٌ...!
وكما دمعة تحجرت تلوج في العين لا تنهمر..!
خاطر الإنسان, مكبلٌ.., مصابٌ, سجينٌ..
لا ينساب فيه الإحساس نديا ًكما ورق الشجر, بعد سقيا المطر..
الجفافُ يعمِّره, واليباب يحيط به.. والواقع يهيل عليه أغبرته..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855