المكرّم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحيّة طيّبة وبعد.. أتمنى أن يكون منبر الجريدة مكاناً لهذه الكلمات الموجهة لوزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وقيادات الوزارة بعد أن تصفحت جريدتنا الحبيبة كعادتي وهي تنشر الكثير من الأخبار والمشاريع التربوية التعليمية وردود الأفعال هنا وهناك.

في البدء أتقدّم لسموكم الكريم بجزيل الشكر ووافر التقديرعلى ما تقدّمونه من خلال منظومة وزارتنا الموقّرة، والمعقود عليها الكثير من الطموحات، والتي ارتفع سقفها لتواجدكم على هرم الوزارة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..

سمو الوزير

تحرص وزارة التربية والتعليم على الاهتمام برأي المستفيد الأول (الطالب)، ويؤكّد ذلك إقرار الوزارة لوجوب إشراك الطلاب في المجالس واللجان المدرسية، كمجلس المدرسة الذي تمنح عضويته للطلاب/ الطالبات، والمطالبة بتفعيلهم بمجلس الشورى الطلابي وكذلك مشاركتهم في لجنة التوجيه والإرشاد وغيرها، وقد سمعت تأكيده منك وحرصك الكبير على ذلك خلال توجيهاتك في لقائك الأول بمعلمي المملكة والذي تشرّفت بحضوره ممثلاً لتعليم القصيم ونائباً عن زملائي مديري مدارس المنطقة.

ولم تتوقف سياسة الوزارة ومنهجها عند المطالبة المستمرة بإشراك الطلاب فحسب، بل انتقل للمطالبة بمشاركة كل الفئات في المجالس واللجان المدرسية ومنهم ولي الأمر ورجال المجتمع، معلم، مرشد طلابي، وطلاب وهذا مهم، بل غاية في الأهمية كونه يجعل التربية تشاركية وتفاعلية وتعاونية، وبلا شك يحقق قراءة لكل الجوانب قبل إصدار أي قرار أو تقديم رؤية معينة وما اللجنة الاستشارية الوزارية التي تضم وكلاء الوزارة ومديري المدارس والتي شرفت بعضويتها إلا نتاج رؤيتكم وإحدى سياسة منهجكم الرائع الذي ينشد سماع صوت كل الفئات ومنهم مديرو المدارس حين يلتقون بوكلاء الوزارة عن قرب ينهل الثاني من علم الأول وخبرته وتوجهاته، ويسمع الأول من الثاني طموحه وهمومه ورؤاه، وبلا شك شراكة ناجحة تقود إلى رفع مخرجات التعليم.

سمو الأمير

لدي اقتراح يحد من الاجتهادات الفردية وفرض القناعات الخاصة وفق زاويا معينة، وذلك بأن يصدر قرار يلزم كل من يريد تقديم رؤية أو يصدر قراراً من الوزارة بإشراك الفئة المستهدفة منه (مدير تعليم - مدير إدارة - رئيس قسم - مشرف - طالب - مدير - معلم - مرشد طلابي - إلخ) وعرض رأيها وموقفها جلياً ووفق أرقام وبعد دراسة متأنية ويتوقّع أن تضبط مشاركة المستهدف بالاجتماعات بنسبة أصواتهم وطريقة أخذها ولا بد من نشرها لذات الفئة التي لم تشارك، وكوني مدير مدرسة أطالب أن يشرك مديرو المدارس بالقرارات التي تعتبر من مسؤولياتهم ونشر هذه المشاركة بعد سماع آرائهم، ولا يتم تكليفهم بمسؤوليات إلا بعد مناقشتهم ويتوقف اعتماد القرار على دراسة نسبة المشاركين من الفئة المستهدفة وإثبات حضور صوتهم في الاجتماعات واللقاءات بشكل كاف، من أجل منهجية سليمة، وإجراءات مثالية، تمنع القرارات غير المنطقية خاصة التي تجد رفضاً كبيراً من المنفذين، والتي تسقط مع أول خطوة سير أو تكتفي أن يكون جمالها في لون حبرها أو ورقها، وقوتها تكمن فقط بالختم الرسمي!

سمو الأمير

من نتاج غياب مشاركة المستهدف بالقرار أن تصدر قرارات مثالية أو يتعاطف المشاركون في الاجتماع مع رؤاهم المبنية على إدراكهم لجوانب معينة دون أخرى، فيرموا بالمسؤولية باتجاه غير صائب ربما.

وكذلك تخذل التوجهات الرائعة بعدم التنسيق الكامل لها أو الاستعجال في التطبيق وحتى لا تتحمّل الوزارة غرم هذا الاجتهادات غير المدروسة ولا نخدش جمال وزارتنا وتميزها في تربيتها وتعليمها، والتي تعطي بلا حدود من خلال منسوبيها، فلا يكتفون بدورهم الرئيسي، بل هطل عطاؤهم على كل مجالات الحياة من أجل رفعة وطننا وليس هنا مكان سرد أدوار رجال التربية والتعليم بالمملكة، وكمثال يكفي أن المناسبات الوطنية في منطقة القصيم تكون بقيادة أمير المنطقة الأمير فيصل، وقدم السبق في التنفيذ لمنسوبي إدارة التعليم وهذا فخر نعتز به، وشرف نتوشحه، ونقدّم العهد أن نعمل ليل نهار لكل ما يخدم الوطن الغالي سمو الأمير أعتقد أن قراراً كهذا هو بصمة رائعة في تاريخ الوزارة ويجلب الاحترام الكامل لكل قرارات الوزارة وتوجهاتها وهذا مطلب ملح ومنهج ضروري والله الموفق، وكل عام ووطني بألف خير، كل عام والتربية والتعليم تغرد بالإبداع.