لن يقتصر التراجع ومراجعة المواقف الشرعية والفكرية تجاه الفيلق الإيراني في لبنان والذي ابتدع تسميته بـ(حزب الله) وما هو إلا حزب للمنحرفين دينياً ومذهبياً وفكرياً وسلوكياً.
نقول إنه يجب أن لا يقتصر التراجع ومراجعة المواقف على الشيخ يوسف القرضاوي بل على جميع المراجع الدينية من العلماء والمشايخ من علماء أهل السنة والشيعة، وعلى جميع المفكرين والمثقفين والكتاب والصحفيين الذين لا يزال بعضهم منخدعاً بشعار المقاومة والممانعة الذي لا يخدم سوى ملالي طهران الذين يمانعون قول الحق، وإذ كان بعض الصحفيين والكتاب وبالذات في لبنان لا يرجى منهم خيراً لأنهم امتهنوا الارتزاق فإن المأمول من كل الكتاب والصحفيين وقبل ذلك العلماء العودة إلى الحق والنظر بإمعان لما يقوم به حزب اللات من انحراف وتوظيف الدين والمذهب لخدمة نظام عنصري وعرقي.
قبل الشيخ يوسف القرضاوي حذر كبار المشايخ والمرجعيات الشيعية من انحراف حسن نصر الله وجماعته فقد حذر إلى ذلك الراحل حسن فضل الله، واليوم يحذر العلامة الشيخ علي الأمين ويوم الخميس أصدر كبار المثقفين والسياسيين الشيعة اللبنانيين بياناً يحذرون من اختطاف فرقة حسن نصر الله للطائفة الشيعية في لبنان والذي راجع أسماء الموقعين على البيان يجد فيهم كبار المثقفين من الشخصيات الشيعية الوطنية ولا يرتبطون بأحزاب سياسية أو كتل تفرض عليهم مواقف محددة، وقد أوضح هؤلاء بكل صدق وشفافية من أن ما تفعله جماعة حسن نصر الله لا تشكل خطورة على تدمير لبنان، وإلغاء دور الدولة اللبنانية وجلب الخطر للشيعة في لبنان فحسب، بل إنها تشكل خطرا كبيرا على جميع الشيعة في الوطن العربي وخارجه؛ لأنه لا يمكن أن يبقى الآخرون صامتين وهم يرون إخوانهم وأشقاءهم في سورية ولبنان يقتلون، حسب ما يزعم جماعة حسن نصر الله وبشار الأسد بأيدي من يحملون راية الحسين.. وتساءل المثقفون والعلماء ونحن معهم: هل الحسين الذي حارب الظلم والاستبداد يقبل أن يزعم من يدعون أنهم أتباعه يقتلون من يتصدون للظلم والاستبداد..؟!
فرقة منحرفة ورطت وستورط أتباع مذهب بكامله خدمة لنظام عنصري يسعى لنشر نهج منحرف هو نهج الصفويين.
إنما ما يقوم به الطائفيون في القصير وريف حمص وريف دمشق هو توسيع للفتنة ونشر للمذابح وتعميق للكراهية بين المسلمين مما سيؤدي إلى نشر الحرائق والاقتتال الطائفي، كما هو حاصل في العراق وباكستان واليمن والبحرين، وجميعها من فعل وترتيب عملاء النظام في ايران الذي يزعم أنه يدافع عن الشيعة وهو الذي يقودهم للتهلكة.
jaser@al-jazirah.com.sa