مشروعات السكك الحديدية الجاري العمل لإنجازها للربط بين مدن المملكة، تعد من أهم المشروعات التنموية الكبرى لاعتبارات كثيرة، منها الاتساع الجغرافي والترابط الاجتماعي وكثرة التنقل بين المدن خصوصاً أن التنمية المولدة لفرص العمل لدينا تتركز في المدن الكبرى الرياض وجدة والشرقية، مما جعل هذه المدن هي المقصد للهجرة الداخلية وما تنتج عنه من ضغط كبير على قطاع السكن والخدمات فيها، بينما يعول على مشروعات القطارات أن تسهم في تخفيف هذا الضغط، إضافة إلى ما توفره مثل هذا المشروعات من تنمية للمدن والقرى التي تمر بها، وما تخلقه أيضاً من فرص عمل للشباب.

- في الحديث الذي نشر للمدير التنفيذي لشركة الخطوط الحديدية السعودية (سار) الدكتور رميح الرميح عن مشروعات قطار نقل الركاب كلام مهم، فقد يتحقق حلم السعوديين خلال عامين بالسفر بالقطار من الرياض إلى أقصى الشمال وبحسب الحديث فلن يكون سفراً عادياً، فتصور أن سيارتك تكون معك على نفس القطار.

- ومما قاله الدكتور الرميح في حديثه لجريدة الحياة إن القطارات ستكون بمواصفات عالية رحابة وسعة المساحة المخصصة لكل راكب وجودة وراحة المقاعد، إضافة إلى تعدد الخدمات المقدمة على متن رحلاتها بفئتيها، (درجة الأعمال، والدرجة الاقتصادية)، أما في الرحلات الطويلة كالتي تمتد من الرياض إلى القريات مروراً بالجوف، فتوجد بها مقصورات مخصصة للنوم، إضافة إلى توفير خدمات أخرى مثل الإنترنت والبث اللاسلكي وأحدث الأنظمة الترفيهية السمعية والمرئية عن طريق شاشات صغيرة للمقاعد وأخرى كبيرة للممرات، تقوم بعرض معلومات الرحلة واسم المحطة التالية وتحديد اتجاه القبلة، ولعل من أهم المميزات تخصيص عربات لشحن السيارات، ما يتيح الخيار للمسافر بشحن السيارة وتسلمها عند محطة الوصول.

- وكم تمنيت لو أن الدكتور الرميح قدم جدولاً زمنياً لإطلاق أول رحلة ركاب من الرياض إلى القريات مرورا بالمناطق والمدن التي تمتد على هذا الطريق، فالناس هناك بأمس الحاجة لمثل هذا المشروع بعد أن أعيتهم الخطوط السعودية في شح رحلاتها وتقلبات أوقاتها.

- شركة «سار» الغائبة إعلامياً، ومديرها التنفيذي الذي يبدو أنه ممن لا يفضلون الظهور، ننتظر منه البشائر بين الحين والآخر عن تطورات المشروع ، فمشكلتنا دائماً في كل مشروعاتنا أن النهايات تتأخر كثيراً ، إلا أننا متفائلون في «سار» أنها تعمل بصمت مما يجعلنا أقرب إلى الإنجاز التاريخي الذي ينتظره كل السعوديين.