نحن أمام قصة رائعة تسطرها إحدى النساء المقيمات بيننا، إنها الأخت المصرية (نهى) 30 سنة وهي أم لطفلة، وترافق زوجها خلال رحلة عمله هنا في الرياض (كمهندس زراعي) .
نهى حاولت العمل سابقاً، بتخصصها في ( فن التخاطب النفسي) بأحد المراكز المتخصصة، ولكنها توقفت منذ عدة أشهر ملتزمة بأنظمة العمل السعودية، بعد الحملات التصحيحية، بقيت في المنزل نحو 5 أشهر، ولكنها قررت أخيراً عدم البقاء حبيسة أربعة جدران، وشغلت وقتها بحرفة يدوية اكتسبتها من جدتها ووالدتها في مصر، وهي الحياكة والخياطة، اللافت أنها هذه المرة لا تخيط من أجل أن تكسب مالاً، أو أن تبيع ما تقوم بخياطاته ؟! لا لا .. الموضوع مختلف تماماً!.
فقد تفرّغت لتقدم رسالة (إنسانية عظيمة)، استلهمتها من مشاهدة رؤوس الأطفال المصابين بالسرطان في البرامج ( التلفزيونية) وقد تساقط شعرهم، وتشعر بالحسرة والألم ، لذلك قررت صنع ( قبعات) أو ( طواقي يدوية) من الخيوط الناعمة، طرزت وخيطت بشكل جمالي، في محاولة لرسم الابتسامة على شفاه هؤلاء ..!.
وجدت رسالتها وإيميلها بين عشرات الرسائل نصها ( أود الاستفسار عن إمكانية توصيل بعض التبرعات التي صنعتها بيدي ( 50 قبعة كروشيه) يدوي خاصة للأطفال مرضى السرطان، مش عارفه أوصلها، حاولت الاتصال بكثير من المؤسسات والجمعيات ومفيش حد مهتم ..) !.
لعلكم لاحظتم أن في نهاية الرسالة ما يفيد بعدم اهتمام بعض الجمعيات بالفكرة، رغم أنّ معانيها عظيمة، وفيها مشاركة إنسانية ، وشعور بالمسؤولية والرغبة في تغيير حياة بعض من يواجهون صعوبات في حياتهم ، ورسم الابتسامة على شفاههم !.
اتصلت بالأخت ( نهى المصرية)، ورتّبت مع بعض الجمعيات المعنية بالسرطان داخل وخارج المملكة، لاستقبال هذه المشاركة والهدية الرمزية، وأخبرتني أنها ستصنع المزيد من القبعات وهي سعيدة بوجود تقبُّل لهذه الفكرة البسيطة!.
أنا الآن أحاول إقناع ( نهى وزوجها)، بالسماح لنا لتصوير قصتها وعرضها على الشاشة، حتى تكون ( رسالة أمل) بأننا نستطيع أن نرسم البسمة على وجوه الآخرين، دون تكلف أو خسارة تذكر، حتى لو لم يعرنا أحد اهتماماً في بداية الأمر!.
فكلنا إخوة نعيش على أرض الخير والعطاء، وأنا متأكد أن غير نهى ( نساء كثر) من جنسيات متعددة يقمن بيننا، وهنّ مثال صادق (للأخلاق والإنسانية) ويستحققن التكريم !.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com