يعمل دوحان حمد آل سالم في صحة جدة منذ عشرة أعوام بشهادته الثانوية على المرتبة الخامسة براتب لا يتجاوز 6565 ريالاً، رغم حصوله على شهادة البكالوريوس في إدارة المستشفيات عام 2005م، ثم على ماجستير إدارة المستشفيات من جامعة لافيرن بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2010م، ما يخوله لاستحقاق المرتبة الثامنة، كونه حاصلاً على ترخيص من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ولكن كل الجهود التي بذلها لتعديل مرتبته الوظيفية منذ حصوله على مؤهلي البكالوريوس والماجستير باءت (حسب جريدة الشرق) بالفشل.
هذه ليست الحالة رقم ألف أو عشرة آلاف، إنها حالة تميزنا بها في كل القطاعات، إلى درجة صار من غير الطبيعي، أن تجد الشخص المناسب في المكان المناسب. ولعل الحالة الأبرز، هي إدارة المستشفيات، والتي يشغلها أطباء أنفقت عليهم الدولة ميزانيات هائلة لكي يخدموا في مجال الطب والجراحة، وفي النهاية، يغرقون أنفسهم في أوراق بيروقراطية لا علاقة لها بالعلاج او العمليات. ولو أن الأمر أفرز نجاحاتٍ للحقل الطبي ولاستفادةٍ فعليةٍ من المستشفيات التي يديرونها، لاعتبرنا الأمر ايجابياً، ولفعّلناه أكثر وأكثر، ولكنه ليس كذلك، ليس كذلك بالمرة.
إن أكبر مأساة للخدمات الصحية، هو إدارتها. إنها السبب الرئيس في التردي الكبير الذي نعاني منه. وعلّة الإدارة، هم الأطباء الذين يُفترض أنهم أبعد ما يكونون عن المكاتب، وأقرب ما يكونون للمرضى.