أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الجوجل والتويتر والفيس بوك، تشغل الصغير والكبير المرأة والرجل، كلٌّ منا أصبح لديه إلى جانب الكمبيوتر اثنان من الهواتف المحمولة وطبعاً الذكية والسعر هنا ليس هو المشكلة، وإنما ضياع الوقت والنظر والعلاقات الاجتماعية التي أصبحت بالكاد تمارس من خلف الهاتف المحمول طبعاً فكل منا مطأطأ الرأس يقرأ ويضحك لوحده وأحياناً يشارك الآخر معه، ولكن في حدود ما يراه في الهاتف المحمول ولم يعد أي شيء آخر مهماً مهما كان مهماً.
فكل هؤلاء الشباب والأطفال سيفقدون نظرهم أو جزءاً كبيراً من نظرهم، بسبب التركيز على هذه الخطوط الصغيرة والكلام والتواصل الاجتماعي سيكون عبر المواقع ولا داعي للمواجهة والحديث وتبادل الأفكار والمشاعر، فكل هذا يتم عبر المواقع حتى أن البضع الآن لم يعد يهتم بما يراه أبناؤه وبناته وزوجته عبر المواقع.
وقد أطلعتنا بعض الصحف على بعض الحاضرين في أحد اللقاءات وكل منهم غير مهتم بما يقال وإنما كلهم مطأطئ الرأس ينظر في جواله يبتسم أحياناً وأحياناً يكشر عن أنيابه، والبعض أيضاً هكذا في منزله وفي عمله وحتى في سيارته، كل منهمك في مواقع الاتصال يقرأ أحياناً ويكتب أحياناً والتفكير كله منحصر في هذه المواقع فلان قال وفلان كتب، وقد تكون كل تلك الكتابات شائعات مغرضة والنكات سيئة فهي على كافة المواقع، وكل الناس في كل العالم يقرؤونها وقد تسيء إلى بعض الآخرين، وقد يكون هؤلاء مسؤولين في الدولة.
والطلبة والطالبات لم يعودوا يذاكرون وإنما يستخرجون كل ما يريدون من على النت حتى جدول الضرب فلا داعي للحفظ والتفكير، عكس ما كان سابقاً كل شيء محفوظ على النت، فالتقنية الحديثة جعلت عقولنا في أجازة لا نريد أن نفيق منها وفي غفوة عن التفكير إلاّ فيما نقرأه ونسمعه ونراه على النت وفي مواقع التواصل الاجتماعي جوجل وتويتر والفيس بوك وغيرها. فهل نتوقف قليلاً ونحاسب أنفسنا كم من الحوادث تحدث أثناء انشغال السائق بجواله وكم من الزيجات تفشل بسبب عدم التواصل الحقيقي، ومن المؤسف أن بعض الطلاق قد حصل بسبب هذا التواصل وشك بعض الأزواج في زوجاتهم.
ولا شك أنّ التقنية مفيدة ولكلٍّ منا الصغير والكبير والمرأة والرجل، ونحن لسنا ضد كل جديد وضد التقنية الحديثة، ولكن ليس معنى ذلك أن يركز الجميع على تلك المواقع، بل يجب أن نعطي الحياة الواقعية حقها ومن الممكن الاستفادة من التقنية، ولكن لا تكون هي شغلنا الشاغل.
بالأمس كنا نعتمد على الذاكرة التي تجمّدت، أما الآن فلم يعد لها تلك الأهمية، وأصبح الصغار أقدر على الدخول على تلك المواقع من الكبار، ولا شك أنهم يرون أشياء قد تضرهم أكثر مما تفيدهم.
فهل من وقفة وهل من منقذ من تلك المواقع التي دخلت حياتنا، ويبدو أنها لن تخرج منها، وكل يوم نرى موقعاً جديداً أكثر إغراءً وأسهل في التواصل، ولا يستطيع أحد أن يوقف تلك المواقع أو يحد من استخدامها وإلى أين ستوصلنا هذه المواقع للتواصل الاجتماعي، لا شك أنها ستوصلنا إلى التقاطع الاجتماعي.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين، ولاعب سابق بنادي الهلال