قاموس حياة كل شخص في هذا الكون مليء بالكلمات المتفائلة والمحفزة وأيضاً لا يخلو من الكلمات اليائسة والمحبطة وهي غالباً ما تأخذ الجزء الأكبر من قاموسه بسبب طبيعة بني الإنسان وإصراره على التوقف والفشل.
إن إيمان كل شخص بقدراته وطموحاته ومحبته لما يقوم به هي أساس نجاحه في جميع الأعمال مهما صعُبت، وإن المتفائل دائماً والواثق بما يملك هو شخصٌ لا يفكر بلحظة الفشل، بل جعل تفكيره كيف يقوم بحفلة تليق بانتصاره القادم.
إن الاستسلام قبل التجربة هو صفة الشخص الفاشل الخائف من المحاولة والتغيير، وغالباً ما يفكر كيف سأكون عندما أفشل! ماذا سيقول الناس!؟ كيف سأرد عليهم؟ لالا دعوني في مكاني لا أريد أن أجرب شيئاً.
الطفل الصغير يبدع بتركيب وتجميع الألعاب المتفرقة ويحاول كثيراً حتى ينجح، كذلك الألعاب التقنية تجده يتقنها أكثر من الكبار، لماذا؟ لأنه حتى الآن لم يُسجل في قاموس حياته كلمة (الفشل).. و بالعكس تجد كباراً لا يستطيعون أن يمسكوا جهازاً لوحياً بأيديهم خوفاً من التعلم والتجربة، وما أن يراك أحدهم تمده أمامه ليستخدمه حتى ينهرك: (أبعده عني هذا مانعرف له) حسناً هل حاولت؟ هل جربت؟ بالتأكيد (لا) لكن عقله الداخلي تبرمج على عدم تجربة أو تعلم تلك الأجهزة!!. أعلم أخي القارئ أنه يرادوك سؤالاً وستقول: إن هذا الكبير مشغول بما هو أهم... حسناً سأجيبك وأقول لك : من يفشل في صغار الأمور فثق تماماً أنه سيفشل في كبار الأمور.!
هل رأيت رجلاً خرج من بيته متوجهاً إلى وزارة ما ثم رآه أحد الموظفين وقال له : لماذا لا تصبح وزيرنا؟ بالتأكيد (لا)، فكل من يريد أن يصل إلى قمة الهرم لابد أن يبدأ بالصعود من أسفله إلى أعلاه.
قديماً جلس أحد قادة الجيوش في بلاد الساموراي مُنهكاً من التفكير ومن الهزائم المتكررة التي أحبطته وجعلت أفراد جيشه يائسين لا يرون للانتصار بريق أمل، أخذ يفكر وهو يراقب نملة تصعد صخرة ثم تسقط فتنهض وتسقط مرة أخرى وترجع لتعيد الصعود مراراً وتكراراً حتى نجحت لتصل إلى القمة ثم تسقط مرة أخرى، وتصعد وتنجح في الوصول إلى قمة الصخرة، فتعجب من النملة ثم نهض من مكانه وجمع جيشه ثم بث روح العزيمة والتفاؤل فيه، ولم يمر وقت قصير حتى بدأت الانتصارات والغنائم تتوالى عليهم.. إن هذه النملة الصغيرة بعزيمتها وإصرارها استطاعت أن تُلهم قائداً أصابه الإحباط وبثت في روحه الهمة والعزيمة التي توصله لما يريد.