يبدو أن سامي الجابر كائن حي جديد هبط علينا من كوكب المريخ ليعلم سكان كوكب الأرض فنون كرة القدم !!.

هكذا نشعر في ردة فعل بعض الأقلام المعارضة لقرار إدارة الهلال بشأن تعيين سامي الجابر مدرباً وهي تردد سامي بلا شهادات ؟؟!!.

أتفق مع تلك الأصوات التي تؤمن بأن التدريب الرياضي علم يدرس له نظرياته لكن السؤال لو شخص لم يركل كرة قدم في حياته وحصل على أعلى شهادات التدريب فهل سينجح وهو لم يعش أي تجربة ؟؟!!.

الرياضة هي ثقافة وخبرات تراكمية وعندما يقضي لاعب أكثر من 20سنة في الملاعب معاصراً مدربين عالميين فأنه كل يوم يتعلم منهم سرا من أسرار مهنة التدريب ليكتسب الخبرة الحقيقية من أرض الملعب وعندما يعتزل فأنه يمتلك رصيد خبرة يؤهله بأن يكون مدرباً ولد من رحم الملعب وليس من شهادات الورق ؟؟!!.

فهل يعقل أن نطالب سامي الجابر ابن الملعب بشهادات تدريبية وهو من تشرب أسرار المستديرة طيلة مشواره الرياضي المرصع بالإنجازات المحلية و القارية والعالمية ؟؟!!.

من حق كائن من كان أن يعترض على قرار الإدارة الهلالية فالآراء حق مشروع لا تصادر لكن ليس من حق أي شخص أن يستخف بعقول الجماهير الرياضية وهو يتوهم أن سامي الجابر هبط لملاعبنا من كوكب المريخ لكي يدرب الزعيم ؟؟!!.

القرار التاريخي خلق جبهتين... فجمهور الأولى علقوا المشانق وتحدثوا بلغة التشاؤم وكأنهم يقرأون الكف وأعلنوا فشل سامي الجابر ؟؟!!

و في الجبهة الأخرى لغة تتنفس العاطفة أكثر من العقل بثقة أعلنوا نجاح «سامي» وكأن الطريق مفروش بالورود ؟؟!!.

ما هذا كيف نقيم «تجربة» قبل بدايتها؟؟!!.

التقييم لأي عمل لا يأتي إلا في نهايته ... فصبراً يا معشر الرياضيين فلا تعلقوا المشانق ولا تفرشوا الأرض ورداً فأتركوا «سامي» يدرب فريقه و في نهاية الموسم من حقكم جميعاً أن ترصدوا تجربته بعيون ميزان الحقيقة حينها تزداد قيمة كل الآراء التي تشخص الواقع كما هو سلباً أو إيجاباً .

وأن أراد «الجابر» أن ينجح عليه أن يخلع قميص اللاعب الأسطورة و قبعة الإداري الناجح و يلبس بدلة المدرب الطموح لكي يضع بصمته في تاريخ الهلال ويجب أن تدرك يا «سامي» بأن نجاحك ليس في تحقيق الهلال بطولة فالزعيم وهو في أسوأ حالته من فترة لم يغب عن منصات التتويج بل النجاح الحقيقي هو أن تعيد هيبة الهلال و هوية البطل و روح الإنتصار و صناعة فريق المستقبل، حينها لن تعاند الهلال أي بطولة فلتكن رجل المرحلة و تسطر اسمك في سجلات الزعيم كأفضل مدرب وطني في تاريخه .

المدرب سامي الجابر يمتلك الخبرة في الجوانب الفنية والتكتيكية لكن في تجربته الأولى يحتاج لروح القيادة فهي مفتاح النجاح فأوصيك يا سامي بقراءة كتاب»Wooden ON LEADERSHIP» لأعظم مدرب رياضي في تاريخ أمريكا John Wooden فليكن هذا الكتاب خارطة طريق لتحقيق أحلامك وأحلام جماهير ناديك .

خارج النص :

الزميل الإعلامي إبراهيم الحازمي أطلق حملة توعية في مواقع التواصل الإجتماعي تحت عنوان»كفاية» للحد من الحوادث المرورية بمنطقة جازان فنالت استحسان الجميع وسط حراك شبابي غير مسبوق لتوعية المجتمع فشكراً للزميل الحازمي على هذا العطاء الجميل.

** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.