ألا لعنة الله على الحرب ولعنة الله على من يشعلها ولعنة الله على من يصفق لها ان لم تكن في سبيل الحقيقه فهي كالنار أو هي النار بذاتها والنار يسمونها العرب (ام عابس) تأكل الاخضر مع اليابس، والحرب لا قلب لها يحن ولا ضمير يشعر ولا عيناً تفرق ولا عقلاً يميز، والمحارب في أتونها تتساوى لديه الحياة والموت ما إن يسقط أول قتيل حوله أو امامه أو خلفه إذ (آنذاك) يتوحش ويتغول ويصبح كائناً دموياً يطلب القتل ويجعل من جثث زملائه متاريس وهو يطلق نيرانه نحو العدو بلا اكتراث، اما المنطقة التي تدور بها الحرب فإنها عادة ما تصاب بالهلع ثم ما ان يموت منها ميت أو ميتان فإنها تتعود على رهبة الموت، ثم يصبح الموت امراً عادياً بل روتيناً تتآلف معه بل تصبح الجثث الادمية مثل اكياس القمامة مع احترامي لروح الانسان، تمر بها اقدام الناس ثم يقولون بها (لاحول) فإما أن يدفنوها من اجل الاجر أو يتجاوزوا عنها لتحملها سيارات البلدية في الصباح، اما الغريب جداً فإن المقاتل حينما يستريح قليلاً من (ساحة الموت) يتناول سيجارته اذا ماكان مدخناً ثم ينفث دخانها في الفضاء الفسيح ثم ينهض لمواصلة القتل والقتال.