من المعلوم أن للنجاح أدواته ومعطياته ومقوماته بعد توفيق الله عز وجل.. كما أن للإخفاق بواعثه ودواعيه وأسبابه ومسبباته، طبعاً بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى.

وبما أن الحديث هنا عن مدرب الهلال القادم الأسطورة سامي الجابر، وعن حجم التحديات التي تنتظره عطفاً على حجم الزعيم، وعلى حجم تطلعات عشاقه.. فضلاً عن الإرث البطولي الذي لا ينازعه عليه أحد.

لذلك يجدر بنا ألاّ نذهب بعيداً في تصوراتنا سواء الإيجابية أو السلبية، وبعيداً كذلك عن أقاويل (باعة الحكي) وتخرصاتهم.. فالمستقبل وما سيجري فيه هو ضرب من ضروب علم الغيب الذي لا يعلمه إلاّ الله جل شأنه.

على أنه لا بأس من إخضاع المسألة لشيء من القراءات لما (كان) من نجاحات مشهودة للأسطورة الجابر، يمكن البناء عليها كمؤشرات تفاؤلية باستمرارية مسلسل نجاحاته.. والأهم هو نبذ نبرة التشاؤم المبطن من لدن بعض محبي الزعيم، أو المتعمد من قبل المناوئين للهلال والجابر على حدٍ سواء لأسباب أنتم تعرفونها جيداً.

القصد: فريق كرة القدم منظومة عناصرية مترابطة ومتدرجة المهمات والوظائف، إدارة، أجهزة فنية وطبية، لاعبون.. فإذا اختل أحد هذه العناصر أو تقاعس، أو عجز عن أداء دوره لأي سبب من الأسباب انعكس ذلك بالسلب تلقائياً على أداء باقي العناصر إن لم يتم تدارك الوضع وإصلاح الخلل.

والفريق الأزرق عانى خلال الموسمين الماضيين من اختلالات عدة طالت أكثر من عنصر مفصلي في منظومته العامة شكلت بعض (القواصم) لظهر الفريق، وأدّت إلى حالات تراكمية من الإخفاقات العجيبة والغريبة على الكيان الكبير وعشاقه؟!.

ولعل القارئ الكريم يتذكركم مرة ذَكّرت وذكرت فيها الفراغ الكبير الذي سبّبه غياب الجابر، وما تمخض عنه من سقطات وخسائر مؤلمة دفع النادي ثمنها من سمعته وهيبته؟!.

واليوم وهو يعود لقيادة الزعيم فنياً، ورغم أنني من أسعد الناس بذلك، ومن أكثرهم تفاؤلاً بنجاحه.. ومع ذلك أقول: الجابر لن ينجح في مهمته إلاّ بتوفيق الله أولاً، ثم بمقدار ما سيتم توفيره له من عوامل ومتطلبات النجاح.. بدءاً بتغيير القناعات والمفاهيم الإدارية التي كانت لها اليد الطولى في التردي الذي طال الفريق مؤخراً.. مروراً بتوفير العناصر الأجنبية التي تشكل إضافة قوية للفريق، لا أن تكون عالة وعبئاً عليه.. وانتهاءً بتسريح كل من ثبت عجزه عن القيام بواجبه من لاعبين وغيرهم.

أما إن ظلت المفاهيم والقناعات هي، هي.. والأجانب من ذات الفئة.. ومنتهو الصلاحية يأخذون أماكنهم كعناصر أساسية أو على دكة البدلاء، فلن ينجح لا سامي ولا سواه في إعادة هيبة الهلال المفقودة التي لن أقول: إنها حدثت بفعل فاعل، ولكن أقول: حدثت نتيجة المكابرة والتراخي وعدم تقييم الأمور تقييماً منطقياً ومدركاً للعواقب.

والله أعلم.

بيت القصيد:

(تهون علينا في المعالي نفوسنا

ومن يخطب الحسناء لم يغلِها المهر)