في واحدة من الحالات النادرة والشاذة، يقوم رئيس دولة بالطلب من سفير دولة أجنبية بعيدة أن تقوم دولته بالطلب من حزب يدعي انتماءه إلى دولة الرئيس، بالتوقف عن أعماله وتجاوزاته التي تشكل خرقاً لأنظمة البلاد التي ينتمي إليها، وتعارض كل الأنظمة والأعراف الدولية.
وللتوضيح، طلبَ الرئيس ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية من سفير إيران في بيروت غضنفر ركن آبادي من القيادة الإيرانية والرئيس أحمدي نجاد أن يمارسا نفوذهما على (حزب اللات) لكي ينسحب من القتال في سورية، معتبراً أن ما يقوم به الحزب من تدخل في المعارك في سورية غير مقبول بكل المفاهيم والأعراف.
حسب معلوماتي، أن هذه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس اللبناني تعد من المرات القليلة التي يلجأ فيها رئيس دولة بالاستعانة بسفير دولة أجنبية لإقناع حزب يقول إنه لبناني ويشارك في الحكومة، وله فيها وزراء منهم وزير الخارجية الذي ينفذ ويشرف على السياسة الخارجية اللبنانية. ومع هذا، فإن رئيس الجمهورية يطلب من قيادة دولة أجنبية أن (تأمر) هذا الحزب بأن يتمثل لقوانين الدولة التي يعمل على أرضها ويدعي انتماءه لها....!!
حالة غريبة تؤكد عمالة (حزب اللات) لإيران، وأنه ينفذ أوامر وتعليمات القيادة الإيرانية. وهذا وبتصديق رئيس الجمهورية يؤكد عمالته، وهو بذلك لا يحق له أن يدعي شرف تمثيل جزء من اللبنانين حتى وإن تبنى (أجندة) طائفية بعض من ذلك الجزء تتوافق مع أهوائه.
طلب رئيس الجمهورية الذي يؤكد عماله (حزب اللات) يستدعي في الدول ذات السيادة أن لا يتوقف عند إغلاق الحزب، بل تقديم زعمائه إلى المحاكمة لثبوت عمالتهم لدولة أجنبية، وأن هذا الحزب بالأسلحة والأموال التي يتلقاها من هذه الدولة ألغى الدولة الوطنية، وصادر قرارها السياسي، وأوقف مؤسساتها الدستورية. فهو الذي يعطل تشكيل الحكومة، وهو الذي ورط لبنان في عديد من المعارك غير المتكافئة، وهو الذي يورط لبنان حالياً في مستنقع الحرب في سورية بمشاركة عناصره في المعارك دفاعاً عن نظام يتهاوى أمام ضربات شعب رافض لاستبداده وإجرامه.
jaser@al-jazirah.com.sa