- مما يقترب من اليقين استطيع أن أقول إنه لن يختلف اثنان على أن كرتنا السعودية ساهمت وشاركت في إعادة الصياغة الفنية لكثير من المدربين من غير السعوديين وفي اكتشاف واشهار العديد منهم ورسم خارطتهم التدريبية لدرجة أصبحوا مطلباً للفرق والمنتخبات في بلدانهم وخارجها منهم من كان يتحين الفرصة عاطلا على مقاهي ساوباولو وريودي جانيرو وكثير منهم كان مغمورا تاريخه صفرا في عالم التدريب وآخرون للتو امتهنو « الشغلة « ومن هذه النوعيات عمل كثيرون في الهلال منهم من جاءت به الظروف الاستثنائية ومنهم من قدم تحت بند « الفزعة « ومنهم من جاءت به السماسرة وبالرغم من ذلك حققوا بعض بطولات الهلال !!
- وعندما اتخذت إدارة الهلال قرارها التاريخي الجرئ بالتعاقد مع النجم سامي الجابر مدربا للفريق الأول في متغير كروي وعمل مؤسسي احترافي جدير بالاحترام ويحسب لرياضة الوطن سنت الأقلام وبحت أصوات حكواتية الفضاء وزادت سخونة المناقشات بين مناوئ له ومنافح عنه !
- هناك من أصدر حكمه الاستباقي بفشل التجربة وهؤلاء ممن يخشى انبعاث و استمرارية كابوس سامي المزعج !
- وهناك من غلبته العاطفة فتحفظ على القرار ليس كرها في سامي وإنما حبا في الهلال.
- وفئة ثالثة تذرعت بتواضع خبراته التدريبية وعدم حصوله على الدورات التدريبية وهؤلاء هم فئة « من لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب « !!
- ولا يمكن تفسير تلك الأحكام إلا لأنه الهلال ولأنه سامي وإلا فالمتتبع لسيرة أساطين التدريب العالمي يجد أن غالبيتهم ما أن خلع قميص التمرين حتى لبس بدله التدريب والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى .
- ويطل السؤال برأسه : كيف نمنح الفرصة لهؤلاء ونحجبها عن ابن الوطن ؟!!
- ومن عندي أقول : ليس بالضرورة أن يكون سامي الخيار الفني الأفضل لكنه يظل خيارا مناسبا لمرحلة يحتاجه فيها الهلال !
- ونعرف وتعرفون أن التدريب علم له نظرياته وفلسفاته وطقوسه وبالتالي فالالتحاق بالدورات ضرورة لكن الثقافة الرياضية والخبرات التراكمية ومزاولة اللعبة ومعاصرة كبار المدربين من شأنها صناعة مدرب قد لا تصنعه قاعة المحاضرات .
- والخبرة والتجربة والاحترافية التي عليها سامي مؤشرات تفاؤلية تعطي انطباعا أوليا بنجاح تجربته بعد توفيق الله بشرط توفر عوامل نجاح مساعدة من إدارة ودعم مالي وأدوات ملعب من لاعبين أجانب ومحليين .
- الهلال ياسادة وإن كانت البطولات له مطلب إلا أن ما يحتاجه - في هذا الوقت بالذات –عودة هيبته التي فقدت وهويته التي تبخرت وروحه التي ذابت وإلا فالبطولات جاءته أكثر من مرة وهو بنصف عافيته !
- بقي أن أقول : إن الحديث عن نجاح أو فشل تجربة سامي مع الهلال حديث سابق لأوانه فالطريق لن يكون ممهدا والمهمة ليست سهلة كما يتصورها البعض .