الصراع الحالي في سورية هو صراع تاريخي بين الشعوب العربية والشعوب الفارسية, فقبل مجيء الإسلام كانت تعتقد الإمبراطورية الفارسية أن ما وراء الخليج أو غرب مياه الخليج حديقة خلفية لهم حتى إنها احتلت العراق وأجزاء من بحر العرب والبحر الأحمر، وبعد ظهور الإسلام استطاع العرب في زمن الخليفة عمر بن الخطاب (ابتلاع) الإمبراطورية الفارسية وحولها إلى أقاليم تتبع الخلافة الجديدة وتأتمر بأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
في الخلافة العباسية التي أعقبت الخلافة الأموية تحولت بلاد الجبال مملكة ساسان إلى طريق عبور للجيوش الإسلامية العربية للسيطرة على آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا.
وفي الخلافة العثمانية تحولت إيران في بادئ الأمر إلى ولايات تمد الدولة العثمانية بالجنود والأموال،ثم تحولت إلى شوكة في خاصرة الدولة العثمانية حتى إنها في الفترة الصفوية حاربت الخلافة وأشغلتها عن الفتوح في أوروبا, وذكرت المصادر أن الفرس كانوا سبباً في إفشال حملات الدولة العثمانية على أوروبا وجعلهم يتوقفون في النمسا، فلولا مشاغلة الصفويين للعثمانيين لتم اجتياح جنوب ووسط أوروبا.
في الزمن الحديث تحول شاه إيران إلى جندي الخليج القوي وأخاف دول الخليج بالتهديد والوعيد ولولا اتفاقيات دول الخليج مع الدول الاستعمارية القائمة في ذلك الوقت بريطانيا وفرنسا لاجتاح الخليج.
في عام 1979م جاءت الثورة الإيرانية بالمتشددين ومارسوا نفس السلوك على الخليج بالضغط والتهديد وإثارة الفتن وافتعال القلاقل وهم كذلك حتى الآن, فأصبح حزب الله الذراع العربي لإيران, وأصبحت سوريا الدولة الحليفة لإيران ضد المصالح العربية وكان أبرزها وقوفها إلى جانب إيران ضد العراق في حرب الخليج الأولى عام 1980م. اليوم تصبح الصورة أكثر سطوعا مواجهة سياسية وعسكرية: سنية شيعية صراع بين أهل السنة والشيعة للسيطرة على الخليج والبلاد العربية. عاش الخليج على خوف مفزع طوال تاريخه من الشيعة رغم أنهم أقلية لا تقاس بالكثافة السنية في العالم الإسلامي ولا يزيد تعدادهم عن 10 بالمائة بالنسبة للشعوب الإسلامية. وهذا هو الذي أفزع حزب الله وإيران عندما تحولت المواجهة في سورية إلى طائفية، فكانت إيران بالسابق تتحرك تحت غطاءات عدة حقوق الأرض في الإمارات وحقوق الأغلبية السكانية في البحرين ودعم الحقوق الحوثية، والمواطنة المنقوصة في دول الخليج، والآن تكشفت المذهبية الحقيقية والتكاتف المذهبي الإيراني وحزب الله والعراق بما قيل الهلال الشيعي الذي يطوق بلاد الشام ويخنق الخليج العربي، انكشفت النوايا والأهداف المذهبية في معركة القصير ورفع الحرج عن أهل السنة في كل الأقطار فالأطفال والأمهات والشيوخ كبار السن الذين ذبحوا في القصير لم يقتلوا إلا لأنهم من أهل السنة, فكان العدوان مذهبيا وعقائديا بغيضا.