هذا الكتاب يؤكد أن الكتابة الرومانسية لا زالت باقية..

وأن الكلمة العذبة قادرة على السفر بالقارئ إلى حيث الدهشة.. والبهاء.. والإشراق..

الكتاب بعنوان «بُرود مجدية» تأليف د. هند بنت ماجد الخثيلة وقدّم له أ. حمد القاضي.. وقال:

بُرود نجدية..

اسم بهي يشي برائحة صبا نجد..

وعبق خزامى الصحراء.. وأريج زهور التنهات بعد ليلة ممطرة!

جاء الكتاب في 144 صفحة وتضمن عشرات المقالات التي كتبت بلغة القلب..

وتقول د. هند الخثيلة في مقال «نكهة طيف»:

كل يوم.. تكون أول الفاتحين عيونهم على الحياة..

مع الطيور تعانق الفجر، وتحتسي معها قطرات الندى الراقصة على وجوه النباتات. تفتح عينيها مرة واحدة، لا تحتاج لفرك جفنيها، لأنها على موعد مع طيفه الذي يأتيها كل يوم باكراً، يلقي التحية ويرسم على لوحة صبحها ابتسامة ساحرة.. ويمضي..

لم تغب عن مشهد انصهار الظلام لحظة واحدة منذ ابتعاده عنها.. تشهد عملية ميلاد النور يومياً، فتقفز روحها تداعب الخيوط البيضاء الممتدة من البعيد إليها، فتمسك بها، وترخيها وتطيل مداعبتها.. حتى يطل من بعيد فتفتح ذراعيها عن آخرها.. وتغمض عينيها، وتأخذها بقوة في حضنها.. وتصمت..

حين تحس بتعب ذراعيها.. تفتح عينيها، فلا ترى فيها أحداً.. لكنها لا تزال تشم رائحته.. إنه هنا.. وهنا.. وهنا.. وإلا فلماذا هذا التسارع غير المحتمل لدقات قلبها؟.. ولماذا هذه الرجفة التي تأكل ذراعيها، وتكاد تُنهي صمود قدميها على الأرض؟.