تذكرت في لحظة غروب جدة وذلك المنظر المدهش البديع الأخّاذ؛ بيتاً شعرياً لنزار قباني قال فيه: «الحب في الأرض. بعض من تخيلنا.. لو لم نجده عليها.. لاخترعناه» ؛ وراح خيالي يسرح في ما يحيط كثيراً من البلدان من حروب طاحنة، وفتن وأحداث دامية وما قيل عنه أنه ربيع عربي! وما يحدث ليس سوى صيف لاهب، أتى على الأخضر واليابس، وكما قال زهير بن أبي سلمى: «وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم» فهي الدمار والخراب، وهي الحزن والألم، كفانا الله شرور الحروب والفتن، وحرس بلدنا منها وشعبنا، ونسأله تعالى أن يسّلم شعوبنا العربية ويخلصّها من ظلم الطواغيت كبشار وشبيحته، بينما أنا أستحث مشهد الغروب وتلك اللوحة الربانية أن تطول تمتع بصري لجمالها، فقد بدا لي وكأن الشمس وهي تنوي الرحيل من بعيد في عناق مع البحر والتي راحت أمواجه تداعب رمال الشاطيء، صور جمالية من صنع الخالق نفسه، مع هذا المشهد الرائع ارتسمت أمامي كلمة الحب.. الحب، ولا أحد يقف أمام كلمة الحب دون أن يكون هناك تفكير عميق وشعور كبير، ورغبة جامحة تملأ عقله في أن تكون الحياة كلها حب وسلام وود، وليس يوماً واحداً كما يحتفل به بعض الناس كلما حلَّ اليوم الرابع عشر من شهر فبراير، الحب كلمة عظيمة مجرد ترديدها يكفي للشعور بالود بين الزوجين، بين الأبناء والآباء، بين الجيران والأصحاب، بين الأشقاء، بين الشعوب والدول، ولكن لو تأمل أحدنا في الحياة المحيطة به لوجد كمّاً كبيراً من الصراعات والتجاذبات، وسيلاً من الحروب بين الأقارب،بين الجيران، وحملات من الكراهية وانتشار الحسد بين الناس، وبعث العصبيات، وكلها لاتسمح للناس أن يتنفسوا (الحب بينهم) لتدوم الحياة سعادة بينهم - فكم نحن بحاجة كبيرة للحب، أن نعيشه ونتفسه مدى العمر، وليس يوماً واحداً، كما ينادي بذلك أنصار عيد الحب فلنتاين، وبالمناسبة فأنا لا أؤمن بتلك الخرافة التي نُسجت عن الحب الفلانتايني، ثم نعود للعيش باقي الأيام على ذكراه وقد نسيناه، بل يجب أن يسود الحب. حياتنا، سلوكنا، تعاملنا، ونستنشقه عطراً في علاقاتنا «فالحياة بدون حب مستحيلة» فهو أسمى عاطفة قد تجمع بين الناس، خاصة حينما يكون الحب في الله، عندما يكون الحب صادقاً خالصاً، الحب الذي لا تصنعه مصلحة، وتنهيه قضية خلافية فينهار بين الطرفين.